السؤال
السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.
بارك الله فيكم، أريد أن تساعدوني في مشكلتي، وأسأل الله عز وجل أن يوفقكم في ذلك.
تبيّن أنّ عندي كبرًا خفيًا، ورأيت علاماته من نفسي في مواقف عدة، وأحمد الله عز وجل أن بصّرني بعيبي، وأسأله أن يعينني على علاجه.
ظاهريًا لا تبدو علي علامات الكبر، فلا أعامل الناس باحتقار، ولا أرد الحق إذا تبين لي، ولا أجادل بالباطل لدحضه، ولكن باطنًا أشعر بذلك، فمثلاً: عندما يأتي شخص لنصحي، أو إرشادي إلى خطأ ارتكبته، أشعر بشعور غريب، وأجادله في الأمر، ولكن حين أكتشف خطئي، ويقنعني، أتوقف عن ذلك وأعترف، ولكن يبقى ذلك الشعور في نفسي وكأني أقول: كيف لم أفهمها بطريقة صحيحة، وظهرت بصورة غبية.
أو مثلاً: عندما ينتقد شخص شيئًا يخصني كأن يذم طبخي، أشعر أني لا أتقبل هذا النقد باطنًا، ويأتيني نفس ذاك الشعور الغريب، أقول له أن لكل ذوقه في الطعام، وأقبل ذلك، ولكن باطنًا أريد أن أقول له: إذا لم يعجبك لا تأكل، أو عندما يريد أحد أن يعلمني شيئًا كأن تعلمني أمي، كيف أعدّ العجينة، وأنا أعرف ذلك أشعر بنفس ذاك الشعور، ولا أرغب إلا بصنعها على طريقتي وبنفسي.
وأخيرًا: والذي صدمني أني إذا دعوت الله -عز وجل- أن يجعلني أمة له، كما يحب ويرضى أشعر بذات الشعور، وأعوذ بالله من أن أتكبر على الله عز وجل.
أعلم أن الكبر آفة عظيمة، وأنها مهلكة، وأكره أن يكون في قلبي ذرة كبر، والتي قد تكون سببًا في غضب الله، وعدم دخول الجنة، ولكن ذلك الشعور أقوى مني، أريد أن أعالج نفسي، وأن لا أشعر به مجددًا.
قرأت كثيرًا عن عواقب الكبر، وأعلم جيدًا خطورته، وأخاف منه، ولكن أريد طرقًا عملية للتخلص منه؟ هل أذل نفسي أمام الناس لتأديبها، أم أتواضع ظاهرًا أكثر للناس حتى يستقيم الباطن؟
جزاكم الله خيرًا، انصحوني.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

