[ ص: 55 ] قال : ( والحلف بحروف القسم  ، وحروف القسم الواو كقوله والله ، والباء كقوله بالله ، والتاء كقوله تالله ) لأن كل ذلك معهود في الأيمان ومذكور في القرآن ( وقد يضمر الحرف فيكون حالفا كقوله الله لا أفعل كذا ) لأن حذف الحرف من عادة العرب  إيجازا ، ثم قيل ينصب لانتزاع الحرف الخافض ; وقيل يخفض فتكون الكسرة دالة على المحذوف ، وكذا إذا قال لله في المختار لأن الباء تبدل بها قال الله تعالى : { آمنتم له    }أي آمنتم به . 
وقال  أبو حنيفة  رحمه الله : إذا قال وحق الله فليس بحالف ، وهو قول  محمد  رحمه الله وإحدى الروايتين عن  أبي يوسف  رحمه الله . 
وعنه رواية أخرى أنه يكون يمينا ، لأن الحق من صفات الله تعالى وهو حقيته فصار كأنه قال والله الحق والحلف به متعارف . 
ولهما أنه يراد به طاعة الله تعالى إذ الطاعات حقوقه فيكون حلفا بغير الله ، قالوا : ولو قال والحق يكون يمينا ، ولو قال : حقا لا يكون يمينا ، لأن الحق من أسماء الله تعالى والمنكر يراد به تحقيق الوعد . 
( ولو قال أقسم أو أقسم بالله أو أحلف أو أحلف بالله أو أشهد أو أشهد بالله  فهو حالف ) لأن هذه الألفاظ مستعملة في الحلف ، وهذه الصيغة للحال حقيقة ، وتستعمل للاستقبال بقرينة فجعل حالفا في الحال والشهادة يمين ، قال الله تعالى : { قالوا نشهد إنك لرسول الله    }ثم قال : { اتخذوا أيمانهم جنة    }والحلف بالله هو المعهود المشروع وبغيره محظور فصرف إليه ، ولهذا قيل لا يحتاج إلى النية ; وقيل لا بد منها لاحتمال العدة واليمين بغير الله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					