فصل فتح البقاع    . 
ثم إن أبا عبيدة  بعث خالد بن الوليد  إلى البقاع  ففتحه بالسيف ، وبعث سرية فالتقوا مع الروم  بعين ميسنون ، وعلى الروم  رجل يقال له : سنان . تحدر على المسلمين من  عقبة بيروت  ، فقتل من المسلمين يومئذ جماعة من   [ ص: 588 ] الشهداء ، فكانوا يسمون عين ميسنون عين الشهداء . واستخلف أبو عبيدة  على دمشق  يزيد بن أبي سفيان  ، كما وعده بها الصديق  ، وبعث يزيد دحية بن خليفة  إلى تدمر  في سرية ليمهدوا أمرها ، وبعث أبا الزهراء القشيري  إلى البثنية  وحوران  فصالح أهلها . 
قال  أبو عبيد القاسم بن سلام  ، رحمه الله : افتتح خالد  دمشق  صلحا ، وهكذا سائر مدن الشام  كانت صلحا دون أرضها ، فعلى يدي يزيد بن أبي سفيان  وشرحبيل ابن حسنة  وأبي عبيدة    . وقال  الوليد بن مسلم    : أخبرني غير واحد من شيوخ دمشق  أن المسلمين بينما هم على حصار دمشق  إذ أقبلت خيل من عقبة السلمية مخمرة بالحرير ، فثار إليهم المسلمون ، فالتقوا فيما بين بيت لهيا والعقبة التي أقبلوا منها ، فهزموهم وطردوهم إلى أبواب حمص ، فلما رأى أهل حمص   ذلك ظنوا أنهم قد فتحوا دمشق  ، فقال لهم أهل  حمص : إنا نصالحكم على ما صالحتم عليه أهل دمشق     . ففعلوا . 
وقال خليفة بن خياط    : حدثني عبد الله بن المغيرة  ، عن أبيه قال : افتتح شرحبيل ابن حسنة  الأردن  كلها عنوة ما خلا طبرية  ، فإن أهلها صالحوه . وهكذا قال ابن الكلبي    . وقالا : بعث أبو عبيدة  خالدا  فغلب على أرض البقاع  وصالحه أهل بعلبك  وكتب لهم كتابا ، وقال ابن المغيرة  عن أبيه : وصالحهم على   [ ص: 589 ] أنصاف منازلهم وكنائسهم ، ووضع الخراج . وقال ابن إسحاق  وغيره : وفي سنة أربع عشرة فتحت حمص  وبعلبك  صلحا على يدي أبي عبيدة  في ذي القعدة . قال خليفة    : ويقال في سنة خمس عشرة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					