[ ص: 56 ] ذكر من يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب 
 قال  البخاري    : حدثنا عمران بن ميسرة ،  حدثنا ابن فضيل ،  حدثنا حصين    ( ح ) وحدثنا أسيد بن زيد ،  حدثنا هشيم ،  عن حصين ،  قال : كنت عند سعيد بن جبير ،  فقال : حدثني ابن عباس ،  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " عرضت علي الأمم ، فأجد النبي يمر معه الأمة ، والنبي يمر معه النفر ، والنبي يمر معه العشرة ، والنبي يمر معه الخمسة ، والنبي يمر وحده ، فنظرت ، فإذا سواد كثير ، قلت : يا جبريل ،  هؤلاء أمتي ؟ قال : لا ، ولكن انظر إلى الأفق . فنظرت فإذا سواد كثير ، قال : هؤلاء أمتك ، وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ، ولا عذاب . قلت : ولم ؟ قال : كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " . فقام إليه  عكاشة بن محصن ،  فقال : ادع الله أن يجعلني منهم . قال : " اللهم اجعله منهم " . ثم قام إليه رجل آخر ، فقال : ادع الله أن يجعلني منهم . قال : " سبقك بها عكاشة    " . 
 [ ص: 57 ] ورواه مسلم ،  عن  سعيد بن منصور ،  عن هشيم  به ، بنحوه ، وهو أطول من هذا . 
ثم أورد  البخاري  ومسلم  أيضا من طريق يونس ،  عن الزهري ،  عن سعيد ،  عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ، وقال فيه : ثم قام رجل من الأنصار ،  فقال : ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : " سبقك بها عكاشة    " . 
وقال  الإمام أحمد    : حدثنا يحيى بن أبي بكير ،  حدثنا زهير بن محمد ،  عن سهيل بن أبي صالح ،  عن أبيه ، عن  أبي هريرة ،  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " سألت ربي ، عز وجل ، فوعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا على صورة القمر ليلة البدر ، فاستزدت فزادني مع كل ألف سبعين ألفا ، فقلت : أي رب ، إن لم يكن هؤلاء مهاجري أمتي ؟ قال : إذن أكملهم لك من الأعراب   " . 
وقال  الإمام أحمد    : حدثنا يزيد ،  أخبرنا إسماعيل ،  عن زياد المخزومي ،  عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، أول زمرة من أمتي يدخلون الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم ، صورة كل رجل   [ ص: 58 ] منهم على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد ضوء كوكب في السماء ، ثم هم بعد ذلك منازل   " . 
ثم رواه أحمد ،  عن حسن ،  عن ابن لهيعة ،  عن  أبي يونس سليم بن جبير ،  عن  أبي هريرة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ما تقدم . 
وكذا رواه أحمد ،  عن ابن مهدي ،  عن حماد بن سلمة ،  عن محمد بن زياد ،  عن  أبي هريرة ،  وفيه ذكر عكاشة .  
ورواه  الطبراني  من حديث إسماعيل بن عياش ،  عن محمد بن زياد ،  عن أبي أمامة ،  كما سيأتي . 
حديث آخر : قال  البخاري    : حدثنا  سعيد بن أبي مريم ،  حدثنا أبو غسان ،  قال : حدثني أبو حازم ،  عن سهل بن سعد ،  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا ، أو سبعمائة ألف - شك في أحدهما - متماسكين آخذ بعضهم ببعض ، حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة ، وجوههم على ضوء القمر ليلة البدر   " . 
وقد رواه  البخاري  ومسلم ،  عن قتيبة ،  عن عبد العزيز بن أبي حازم ،  عن أبيه ، به . 
 [ ص: 59 ] حديث آخر : قال  الإمام أحمد    : حدثنا  هاشم بن القاسم ،  حدثنا المسعودي ،  حدثني بكير بن الأخنس ،  عن رجل ، عن أبي بكر الصديق ،  رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، وقلوبهم على قلب رجل واحد ، فاستزدت ربي ، عز وجل ، فزادني مع كل واحد سبعين ألفا   " . قال أبو بكر ،  رضي الله عنه : فرأيت أن ذلك آت على أهل القرى ، ومصيب من حافات البوادي . 
حديث آخر : وقال  الإمام أحمد    : حدثنا عبد الصمد ،  حدثنا حماد ،  عن عاصم ،  عن زر ،  عن ابن مسعود ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري الأمم بالموسم ، فراثت عليه أمته ، قال : " فأريت أمتي ، فأعجبني كثرتهم ، قد ملئوا السهل والجبل ، فقيل لي : إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، هم الذين لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون " . فقال عكاشة    : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . فدعا له ، ثم قام - يعني آخر - فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : " سبقك بها عكاشة    " . قال الحافظ الضياء    : هذا عندي على شرط مسلم    . 
طريق أخرى عنه : قال  الإمام أحمد    : حدثنا عبد الرزاق ،  حدثنا معمر ،   [ ص: 60 ] عن قتادة ،  عن الحسن ،  عن عمران بن حصين ،  عن ابن مسعود ،  قال : أكثرنا الحديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، ثم غدونا عليه ، فقال : " عرضت علي الأنبياء الليلة بأممها ، فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة ، والنبي ومعه العصابة ، والنبي ومعه النفر ، والنبي ليس معه أحد ، حتى مر علي موسى  معه كبكبة من بني إسرائيل ،  فأعجبوني ، فقلت : من هؤلاء ؟ فقيل لي : هذا أخوك موسى ،  معه بنو إسرائيل    . قال : فقلت : فأين أمتي ؟ فقيل لي : انظر عن يمينك . فنظرت ، فإذا الظراب قد سد بوجوه الرجال ، ثم قيل لي : انظر عن يسارك فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال ، فقيل لي : أرضيت ؟ فقلت : رضيت يا رب ، رضيت يا رب . فقيل لي : إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب " . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فدى لكم أبي وأمي ، إن استطعتم أن تكونوا من السبعين ألفا فافعلوا ، فإن قصرتم فكونوا من أهل الظراب ، فإن قصرتم فكونوا من أهل الأفق ، فإني قد رأيت ثم ناسا يتهاوشون " . فقام  عكاشة بن محصن ،  فقال : ادع الله لي يا رسول الله ، أن يجعلني من السبعين ألفا . فدعا له ، فقام رجل آخر ، فقال : ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني منهم . فقال : " قد سبقك بها عكاشة    " . قال : ثم تحدثنا فقلنا : من ترون هؤلاء السبعين الألف ؟   [ ص: 61 ] قوم ولدوا في الإسلام ، لم يشركوا بالله شيئا ، حتى ماتوا ؟ فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " هم الذين لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون   " . 
حديث آخر : قال  الطبراني    : حدثنا محمد بن محمد الجذوعي ،  حدثنا عقبة بن مكرم ،  حدثنا محمد بن أبي عدي ،  عن  هشام بن حسان ،  عن  محمد بن سيرين ،  عن عمران بن حصين ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب " . قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : " هم الذين لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون   " . 
ورواه مسلم  عن يحيى بن خلف ،  عن المعتمر بن سليمان ،  عن  هشام بن حسان ،  به ، وعنده ذكر عكاشة ،  وليس عنده في هذه الرواية : " يتطيرون " . 
وقال الحافظ الضياء : وقد روي عن عمران  من غير طريق . 
حديث آخر : قال  الإمام أحمد    : حدثنا روح بن عبادة ،  حدثنا  ابن جريج ،  أخبرني أبو الزبير ،  أنه سمع  جابر بن عبد الله  قال : سمعت رسول الله   [ ص: 62 ] صلى الله عليه وسلم . فذكر حديثا ، وفيه : " فتنجو أول زمرة ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، سبعون ألفا لا يحاسبون ، ثم الذين يلونهم كأضوأ نجم في السماء ، ثم كذلك   " . وذكر بقيته . 
ورواه مسلم ،  من حديث روح ،  فلم يرفعه . وقد روى البزار  عن عمر بن إسماعيل بن مجالد ،  عن أبيه ، عن جده ، عن الشعبي ،  عن  جابر بن عبد الله ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحو الذي قبله سواء . 
حديث آخر : قال البزار    : حدثنا محمد بن مرداس ،  حدثنا مبارك ،  عن  عبد العزيز بن صهيب ،  عن أنس ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " سبعون ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب ، هم الذين لا يكتوون ، ولا يسترقون ، ولا يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون   " . 
حديث آخر : قال البزار    : حدثنا محمد بن عبد الملك ،  حدثنا أبو عاصم العباداني ،   حدثنا حميد ،  عن أنس ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا ، مع كل واحد من السبعين ألفا سبعون ألفا   " . وهذا يحتمل أن يكون مع كل واحد من الألوف ، ويحتمل أن يكون مع كل واحد من   [ ص: 63 ] الآحاد ، وهو أشمل وأكثر . وقد قال  الإمام أحمد    : حدثنا عبد الرزاق ،  أنبأنا معمر ،  عن قتادة ،  عن أنس    - أو عن النضر بن أنس ،  عن أنس    - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف " . فقال أبو بكر ،  رضي الله عنه : زدنا يا رسول الله . قال : " وهكذا " . وجمع كفيه . فقال : زدنا يا رسول الله . قال : " وهكذا " . فقال عمر    : حسبك يا أبا بكر    . فقال أبو بكر    : دعني يا عمر ،  وما عليك أن يدخلنا الله الجنة كلنا ؟! فقال عمر    : إن الله إن شاء أدخل خلقه الجنة بكف واحد . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صدق عمر    " . 
طريق أخرى عنه : قال الحافظ أبو يعلى    : حدثنا محمد بن أبي بكر ،  حدثنا عبد القاهر بن السري السلمي ،  حدثنا حميد ،  عن أنس ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا " . قالوا : زدنا يا رسول الله . قال : " لكل رجل سبعون ألفا " . قالوا : زدنا يا رسول الله . وكان على كثيب ، فحثا بيده ، قالوا : زدنا يا رسول الله . فقال : " وهكذا " . وحثا بيده . قالوا : يا نبي الله ، أبعد الله من دخل النار بعد هذا   . 
قال الحافظ الضياء    : لا أعلمه روي عن أنس  إلا بهذا الإسناد . وقد سئل ابن معين  عن عبد القاهر ،  فقال : صالح    . 
 [ ص: 64 ] حديث آخر غريب : قال  الطبراني    : حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي ،   ومحمد بن يحيى بن منده الأصبهاني ،  قالا : حدثنا أبو حفص عمرو بن علي ،  حدثنا  معاذ بن هشام ،  حدثني أبي ، عن قتادة ،  عن أبي بكر بن أنس ،  عن أبي بكر بن عمير ،  عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الله وعدني أن يدخل من أمتي ثلاثمائة ألف الجنة " . فقال عمير    : يا رسول الله ، زدنا . فقال " وهكذا " . بيده . فقال عمير    : يا رسول الله ، زدنا . فقال عمر    : حسبك يا عمير    . فقال : ما لنا ولك يا ابن الخطاب ،  وما عليك أن يدخلنا الله تعالى الجنة ؟ فقال عمر    : إن الله تعالى إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو بحثية واحدة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق عمر    " . 
قال الحافظ الضياء    : لا أعرف لعمير  حديثا غيره . 
حديث آخر : قال أبو بكر بن أبي شيبة    : حدثنا إسماعيل بن عياش ،  سمعت محمد بن زياد  يحدث عن  أبي أمامة الباهلي ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ح ) وقال  الطبراني    : حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ،  والحسين بن إسحاق التستري  قالا : حدثنا هشام بن عمار ،  حدثنا إسماعيل بن عياش ،  أخبرني محمد بن زياد ،  قال : سمعت أبا أمامة  يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا ، مع كل ألف سبعين ألفا ، لا حساب   [ ص: 65 ] عليهم ولا عذاب ، وثلاث حثيات من حثيات ربي عز وجل   " . واللفظ  لابن أبي شيبة ،  وليس عند  الطبراني    : " مع كل ألف سبعين ألفا " . 
طريق أخرى عنه : قال أبو بكر بن أبي عاصم    : حدثنا  دحيم ،  حدثنا  الوليد بن مسلم ،  حدثنا  صفوان بن عمرو ،  عن  سليم بن عامر ،  وأبي اليمان الهوزني ،  عن أبي أمامة ،  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب " . قال يزيد بن الأخنس    : والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله إلا مثل الذباب الأصهب في الذبان . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإن الله قد وعدني سبعين ألفا ، مع كل ألف سبعين ألفا ، وزادني ثلاث حثيات   " . 
قال الضياء    : رجاله رجال الصحيح إلا الهوزني ،  واسمه عامر بن عبد الله بن لحي ،  وما علمت فيه جرحا . 
حديث آخر : قال  الطبراني    : حدثنا أحمد بن خليد ،  حدثنا أبو توبة ،  حدثنا  معاوية بن سلام ،  عن زيد بن سلام ،  أنه سمع أبا سلام  يقول : حدثني عامر بن زيد البكالي ،  أنه سمع  عتبة بن عبد السلمي ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ربي وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ،   [ ص: 66 ] ثم يشفع كل ألف لسبعين ألفا ، ثم يحثي ربي تعالى بكفيه ثلاث حثيات " فكبر عمر ،  وقال : إن السبعين الأولى يشفعهم الله في آبائهم وأبنائهم وعشائرهم ، وأرجو أن يجعلني الله في أحد الحثيات الأواخر   . 
قال الحافظ الضياء    : لا أعلم بهذا الإسناد علة ، والله أعلم . 
حديث آخر : قال  الإمام أحمد    : حدثنا يحيى بن سعيد ،  حدثنا  هشام - يعني الدستوائي    - حدثنا  يحيى بن أبي كثير ،  عن هلال بن أبي ميمونة ،  عن  عطاء بن يسار ،  أن رفاعة الجهني  حدثه ، قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد ، أو قال : بقديد . فذكر حديثا فيه : ثم قال : " وعدني ربي ، عز وجل ، أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوءوا أنتم ، ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة   " . 
ورواه يعقوب بن سفيان ،  عن  آدم بن أبي إياس ،  عن شيبان ،  عن  يحيى بن أبي كثير ،  به . قال الحافظ الضياء    : هذا عندي على شرط الصحيح ، والله سبحانه أعلم . 
حديث آخر : قال  الطبراني    : حدثنا عمرو بن إسحاق بن زبريق   [ ص: 67 ] الحمصي ،  حدثنا  محمد بن إسماعيل ،  حدثني أبي ، عن ضمضم بن زرعة ،  عن شريح بن عبيد ،  عن  أبي أسماء الرحبي ،  عن ثوبان  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن ربي وعدني من أمتي سبعين ألفا لا يحاسبون ، مع كل ألف سبعون ألفا   " . 
حديث آخر : قال  الطبراني    : حدثنا أحمد بن خليد ،  حدثنا أبو توبة ،  حدثنا  معاوية بن سلام ،  عن زيد بن سلام ،  أنه سمع أبا سلام  يقول : حدثني عبد الله بن عامر ،  أن قيسا الكندي  حدثه أن أبا سعيد الأنماري  حدثه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن ربي ، عز وجل ، وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ، ويشفع كل ألف لسبعين ألفا ، ثم يحثي ربي ثلاث حثيات بكفيه   " . 
قال قيس    : فقلت لأبي سعيد    : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، بأذني ، ووعاه قلبي . قال أبو سعيد    : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وذلك إن شاء الله يستوعب مهاجري أمتي ، ويوفي الله بقيته من أعرابنا " . 
قال  الطبراني    : لم يرو عن أبي سعيد الأنماري  إلا بهذا الإسناد ، تفرد به   [ ص: 68 ]  معاوية بن سلام    . 
وقال الحافظ الضياء    : وقد رواه محمد بن سهل بن عسكر ،  عن  أبي توبة الربيع بن نافع ،  بإسناده ، قال أبو سعيد    : فحسب ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبلغ أربعة آلاف ألف ألف وتسعمائة ألف ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن ذلك إن شاء الله يستوعب مهاجري أمتي " . 
حديث آخر : قال البزار    : حدثنا محمود بن بكر ،  حدثنا أبي ، عن عيسى ،  عن  ابن أبي ليلى ،  عن عطية ،  عن  أبي سعيد الخدري  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم " . فقام عكاشة  فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : " اللهم اجعله منهم " . فقال رجل آخر : ادع الله أن يجعلني منهم . قال : " اللهم اجعله منهم " . فسكت القوم ، ثم قال بعضهم لبعض : لو قلنا : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلنا منهم . قال : " سبقكم بها عكاشة  وصاحبه ، أما إنكم لو قلتم لقلت ، ولو قلت لوجبت   " . 
حديث آخر : رواه  البيهقي  في كتاب " البعث والنشور " ، من حديث   [ ص: 69 ] الضحاك بن نبراس ،  حدثني  ثابت بن أسلم البناني ،  عن أبي يزيد المديني ،  عن عمرو بن حزم الأنصاري ،  قال : تغيب عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ، لا يخرج إلا لصلاة مكتوبة ، ثم يرجع ، فلما كان يوم الرابع خرج إلينا ، فقلنا : يا رسول الله ، احتبست عنا ، حتى ظننا أنه قد حدث حدث ؟ فقال : " إنه لم يحدث إلا خير ، إن ربي عز وجل ، وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ، وإني سألت ربي في هذه الثلاثة الأيام المزيد ، فوجدت ربي واجدا ماجدا كريما ، فأعطاني مع كل واحد من السبعين ألفا سبعين ألفا " . قال : " قلت : يا رب ، وتبلغ أمتي هذا ؟ قال : أكمل لك العدد من الأعراب   " . الضحاك  هذا قد تكلموا فيه ، وقال  النسائي    : متروك . وتقدم في أحاديث الحوض من حديث سعيد ،  عن حذيفة ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل ، وفيه : " وبشرني أن معي سبعين ألفا ، مع كل ألف سبعون ألفا ليس عليهم حساب   " . رواه أحمد    . 
وذكر  ابن الأثير  في ترجمة عامر بن عمير ،  وكان قد شهد حجة الوداع ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني وجدت ربي ماجدا ، أعطاني سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، مع كل واحد سبعون ألفا . فقلت : إن أمتي لا تبلغ هذا ؟ فقال : أكملهم لك من الأعراب   " . قال : رواه ثابت البناني ،  عن أبي يزيد المدني  عنه .   [ ص: 70 ] 
حديث آخر : قال  الطبراني    : حدثنا  هاشم بن مرثد الطبراني ،  حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش ،  حدثنا أبي ، حدثني ضمضم بن زرعة ،  عن شريح بن عبيد ،  عن أبي مالك ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما والذي نفس محمد  بيده ليبعثن الله منكم يوم القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود زمرة ، جميعها يخبطون الأرض ، تقول الملائكة : لما جاء مع محمد  أكثر مما جاء مع الأنبياء   " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					