[ ص: 29 ]  [ ص: 30 ]  [ ص: 31 ] سورة الحديد 
مدنية وآياتها تسع وعشرون 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم     ( 1 ) له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير    ( 2 ) هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم    ( 3 ) ) 
( سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم هو الأول والآخر والظاهر والباطن    ) يعني هو " الأول " قبل كل شيء بلا ابتداء ، كان هو ولم يكن شيء موجودا و " الآخر " بعد فناء كل شيء ، بلا انتهاء تفنى الأشياء ويبقى هو ، و " الظاهر " الغالب العالي على كل شيء و " الباطن " العالم بكل شيء ، هذا معنى قول ابن عباس    . 
وقال يمان    : " هو الأول " القديم و " الآخر " الرحيم و " الظاهر " الحليم و " الباطن " العليم . 
وقال  السدي    : هو الأول ببره إذ عرفك توحيده ، والآخر بجوده إذ عرفك التوبة على ما جنيت ، والظاهر بتوفيقه إذ وفقك للسجود له والباطن بستره إذ عصيته فستر عليك . 
وقال الجنيد    : هو الأول بشرح القلوب ، والآخر بغفران الذنوب ، والظاهر بكشف الكروب ، والباطن بعلم الغيوب . وسأل عمر    - رضي الله تعالى عنه - كعبا  عن هذه الآية فقال : معناها : إن علمه بالأول كعلمه بالآخر ، وعلمه بالظاهر كعلمه بالباطن .   [ ص: 32 ] 
( وهو بكل شيء عليم    ) أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ،  أخبرنا عبد الغفار بن محمد ،  أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي  حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ،  حدثنا مسلم بن الحجاج ،  حدثني  زهير بن حرب ،  حدثنا جرير  عن سهيل  قال : كان أبو صالح  يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول : " اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء ، فالق الحب والنوى ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين واغنني من الفقر " . وكان يروى ذلك عن  أبي هريرة  عن النبي - صلى الله عليه وسلم -   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					