( قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون     ( 45 ) ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن ياويلنا إنا كنا ظالمين    ( 46 ) ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين    ( 47 ) ) 
( قل إنما أنذركم بالوحي    ) أي أخوفكم بالقرآن ، ( ولا يسمع الصم الدعاء    ) قرأ ابن عامر  بالتاء وضمها وكسر الميم ، " الصم " نصب ، جعل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقرأ الآخرون بالياء وفتحها وفتح الميم ، " الصم " رفع ، ( إذا ما ينذرون    ) يخوفون . ( ولئن مستهم    ) أصابتهم ( نفحة ) قال ابن عباس  رضي الله عنهما طرف . وقيل : قليل . قال  ابن جريج    : نصيب ، من قولهم : نفح فلان لفلان من ماله ، أي أعطاه حظا منه . وقيل : ضربة من قولهم : نفحت الدابة برجلها إذا ضربت ، ( من عذاب ربك ليقولن ياويلنا إنا كنا ظالمين    ) أي بإهلاكنا إنا كنا مشركين ، دعوا على أنفسهم بالويل بعدما أقروا بالشرك . ( ونضع الموازين القسط    ) أي : ذوات القسط ، والقسط : العدل ، ( ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا    ) لا ينقص من ثواب حسناته ولا يزاد على سيئاته ، وفي الأخبار : إن الميزان له لسان وكفتان    . 
روي أن داود  عليه السلام سأل ربه أن يريه الميزان فأراه كل كفة ما بين المشرق والمغرب ، فغشي عليه ، ثم أفاق فقال : يا إلهي من الذي يقدر أن يملأ كفته حسنات؟ فقال : يا داود  إني [ إذا ] رضيت على عبدي ملأتها بتمرة . 
( وإن كان مثقال حبة من خردل    ) قرأ أهل المدينة    ( مثقال ) برفع اللام هاهنا وفي سورة   [ ص: 322 ] لقمان  ، أي وإن وقع مثقال حبة ، ونصبها الآخرون على معنى : وإن كان ذلك الشيء مثقال حبة أي : زنة حبة من خردل ، ( أتينا بها    ) أحضرناها لنجازي بها . 
( وكفى بنا حاسبين    ) قال  السدي    : محصين ، والحسب معناه : العد ، وقال ابن عباس  رضي الله عنهما : عالمين حافظين ، لأن من حسب شيئا علمه وحفظه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					