( بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون     ( 40 ) ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون    ( 41 ) قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون    ( 42 ) أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون    ( 43 ) بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون    ( 44 ) ) 
( بل تأتيهم    ) يعني الساعة ( بغتة ) فجأة ، ( فتبهتهم ) أي : تحيرهم ، يقال : فلان مبهوت أي : متحير ، ( فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون    ) يمهلون . ( ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق    ) نزل ، ( بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون    ) أي : جزاء استهزائهم . ( قل من يكلؤكم    ) يحفظكم ، ( بالليل والنهار من الرحمن    ) إن أنزل بكم عذابه ، وقال ابن عباس    : من يمنعكم من عذاب الرحمن ، ( بل هم عن ذكر ربهم    ) عن القرآن ومواعظ الله ، ( معرضون ( أم لهم    ) أم : صلة فيه ، وفي أمثاله ( آلهة تمنعهم من دوننا    ) فيه تقديم وتأخير ، تقديره : أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم ، ثم وصف الآلهة بالضعف ، فقال تعالى : ( لا يستطيعون نصر أنفسهم    ) منع أنفسهم ، فكيف ينصرون عابديهم ، ( ولا هم منا يصحبون    ) قال ابن عباس    : يمنعون . وقال عطية    : عنه يجارون ، تقول العرب : أنا لك جار وصاحب من فلان ، أي : مجير منه . وقال مجاهد    : ينصرون . وقال قتادة    : ولا يصبحون من الله بخير . ( بل متعنا هؤلاء    ) الكفار ، ( وآباءهم ) في الدنيا أي أمهلناهم . وقيل : أعطيناهم النعمة ، ( حتى طال عليهم العمر    ) أي امتد بهم الزمان فاغتروا . 
( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها    ) يعني ما ننقص من أطراف المشركين ونزيد   [ ص: 321 ] في أطراف المؤمنين ، يريد ظهور النبي صلى الله عليه وسلم وفتحه ديار الشرك أرضا فأرضا ، ( أفهم الغالبون    ) أم نحن . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					