الآية الرابعة 
قوله تعالى : { ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير     } . 
فيها مسألتان : 
المسألة الأولى : قوله : { ما خطبكما    } إنما سألهما شفقة منه عليهما ورقة ; ولم تكن في ذلك الزمان أو في ذلك الشرع حجبة . 
المسألة الثانية : { قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير    } يعني لضعفنا لا نسقي إلا ما فضل عن الرعاء من الماء في الحوض . 
وقيل : كان الماء يخرج من البئر ، فإذا كمل سقي الرعاء ردوا على البئر حجرها ، فإن وجد في الحوض بقية كان ذلك سقيهما ، وإن لم تكن فيه بقية عطشت غنمهما ; فرق لهما موسى  ، ورفع الحجر ، وكان لا يرفعه عشرة ، وسقى لهما ثم رده ، فذلك قولهما لأبيهما : { يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين    } وهي : 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					