( تتمة ) ذكر  أبو الليث السمرقندي  في كتابه تنبيه الغافلين : أنه لو لم يذكر الله تعالى في كتابه حرمة الوالدين  ولم يوص بهما لكان يعرف بالعقل  [ ص: 392 ] أن حرمتهما واجبة ، وكان الواجب على العاقل أن يعرف حرمتهما ويقضي حقهما . فكيف وقد ذكر الله تعالى في جميع كتبه التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وقد أمر في جميع كتبه وأوحى إلى جميع رسله وأوصاهم بحرمة الوالدين ومعرفة حقهما ، وجعل رضاه في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما . 
وذكر بسنده أن النبي  صلى الله عليه وسلم قال { لو علم الله شيئا من العقوق أدنى من أف لنهى عن ذلك ، فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة ، وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار    } وقال  ابن عباس  رضي الله عنهما : ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث آيات لا يقبل واحدة منها بغير قرينتها ، أولها { أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة     } ، فمن صلى ولم يؤد الزكاة لا تقبل منه الصلاة . 
والثاني  قوله تعالى { اشكر لي ولوالديك     } ، فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه . 
والثالث  قوله تعالى { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول     } ، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه . 
وذكر أبو الليث أيضا أن { رجلا جاء إلى النبي  صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي خرفت عندي وأنا أطعمها بيدي وأسقيها بيدي وأوضيها وأحملها على عاتقي فهل جزيتها ؟ قال لا ولا واحدا من مائة ولكنك قد أحسنت والله يثيبك على القليل كثيرا    } قلت : وقد روينا أن المقول له  ابن عمر  رضي الله عنه وأنه قال للسائل ولا بطلقة واحدة ولكنك أحسنت . .. إلخ . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					