الثانية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا    . وإنما كان دون الأول لاحتمال الواسطة في قوله : قال ; لأنه أعم من أن يكون بواسطة أو لا ، والدليل على احتمال الواسطة وقوعه ، وذلك كسماع  أبي هريرة  من  الفضل بن العباس  عن النبي صلى الله عليه وسلم : { من أصبح جنبا فلا صوم له   } ، ثم رواه  أبو هريرة  بلفظ : قال ، وكسماع  ابن عباس   أسامة بن زيد  عن النبي صلى الله عليه وسلم : { إنما الربا في النسيئة   } ، ثم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك ، ولما سئل  [ ص: 297 ]  أبو هريرة   وابن عباس  عن حديثهما بينا ممن سمعاه ، وهو حجة أيضا ، ونقل الآمدي  وابن الحاجب  عن  القاضي أبي بكر  أنه لا يدل على سماعه ، بل هو محتمل ، وهو وهم ، والذي رأيته في كتاب التقريب " التصريح ، والجزم بأنه على السماع . وأغرب من ذلك أن سليما الرازي  في " التقريب " حكاه عن الأشعري  ، وأن الشيخ أبا إسحاق  حكاه في " التبصرة " عن الأشعري  ، واختاره  أبو الخطاب  من الحنابلة ، ونسبه للأشعرية  أيضا ، ونحوه ما ذهب إليه الأستاذ أبو إسحاق  من أنه لا يقبل مراسيل الصحابة ، والجمهور على خلاف ذلك ، وأن الصحابي إذا أطلق ذلك فإنما يريد به السماع ، وليس المستند هذا اللفظ ، بل استقراء عادتهم في النقل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					