فصل : 
[ الحكمة في الجمع بين الماء والتراب في حكم التطهير    ] 
وأما جمعها بين الماء والتراب في التطهير فالله ما أحسنه من جمع ، وألطفه وألصقه بالعقول السليمة والفطر المستقيمة ; وقد عقد الله سبحانه الإخاء بين الماء والتراب قدرا وشرعا ; فجمعها الله عز وجل وخلق منهما آدم  وذريته ، فكانا أبوين اثنين لأبوينا وأولادهما ; وجعل منهما حياة كل حيوان ، وأخرج منهما أقوات الدواب والناس والأنعام ، وكانا أعم الأشياء وجودا ، وأسهلها تناولا ، وكان تعفير الوجه في التراب لله من أحب الأشياء إليه ، ولما كان عقد هذه الأخوة بينهما قدرا أحكم عقد وأقواه كان عقد الأخوة بينهما شرعا أحسن عقد وأصحه ، { فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم    } . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					