فصل [ ( 11 ) الحكمة في جلد قاذف الحر دون العبد    ] 
وأما جلد قاذف الحر دون العبد فتفريق لشرعه بين ما فرق الله بينهما بقدره ، فما جعل الله سبحانه العبد كالحر من كل وجه لا قدرا ولا شرعا ، وقد ضرب الله سبحانه لعباده الأمثال التي أخبر فيها بالتفاوت بين الحر والعبد ، وأنهم لا يرضون أن تساويهم عبيدهم في أرزاقهم ، فالله سبحانه وتعالى فضل بعض خلقه على بعض ، وفضل الأحرار على العبيد في الملك وأسبابه والقدرة على التصرف ، وجعل العبد مملوكا والحر مالكا ، ولا يستوي المالك والمملوك . 
وأما التسوية بينهما في أحكام الثواب والعقاب فذلك موجب العدل والإحسان ; فإنه يوم الجزاء لا يبقى هناك عبد وحر ولا مالك ولا مملوك . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					