1015 ص: وقد روي عنه من غير هذا الوجه خلاف ذلك.
حدثنا محمد بن خزيمة وفهد بن سليمان ، جميعا قالا: ثنا عبد الله بن صالح ، قال: حدثني ليث بن سعد . ح
وحدثنا يونس ، قال: ثنا عبد الله بن يوسف ، قال: ثنا ليث بن سعد ، قال: حدثني ابن الهاد ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه قال: "الصلاة الوسطى صلاة العصر" .
قال أبو جعفر - رحمه الله - فلما تضاد ما روي في ذلك عن ابن عمر ؛ دل هذا أنه لم يكن عنده فيه شيء عن النبي -عليه السلام-، فرجعنا إلى ما روي عن غيره، فإذا أبو بكرة بكار بن قتيبة قد حدثنا، قال: ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، عن عوف ، عن أبي رجاء قال: "صليت خلف ابن عباس -رضي الله عنهما- الغداة، فقنت قبل الركوع، وقال: هذه الصلاة الوسطى" .
حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو داود ، قال: ثنا قرة ، قال: ثنا أبو رجاء ، عن ابن عباس قال: "هي صلاة الصبح" .
حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا عفان بن مسلم ، عن همام ، عن قتادة ، عن أبي الخليل ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس ، مثله.
حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا سعيد بن كثير بن عفير ، قال: ثنا داود بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن دينار ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، مثله.
حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو داود ، قال: ثنا عبد [الله بن] المبارك ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية قال: "صليت خلف أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- [ ص: 307 ] صلاة الصبح، فقال رجل إلى جنبي من أصحاب النبي -عليه السلام-: هذه الصلاة الوسطى" .
قال أبو جعفر : فكأن ما ذهب إليه ابن عباس من هذا: قول الله - عز وجل -: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فكان ذلك القنوت عنده هو [قنوت] الصبح، فجعل بذلك الصلاة الوسطى هي الصلاة التي فيها القنوت عنده.


