الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة

- كتاب الطهارة

- من كتاب استقبال القبلة

- من كتاب الإمامة

- من كتاب الجمعة

- من كتاب العيدين

- من كتاب الزكاة

- من باب إباحة الطلاق ومن كتاب الصيام الكبير

- من كتاب المناسك

- من كتاب البيوع

- من كتاب اليمين مع الشاهد الواحد

- من كتاب اختلاف الحديث

- من كتاب جراح العمد

- من كتاب المكاتب

- من كتاب الجزية

- من كتاب الظهار واللعان

- من كتاب إبطال الاستحسان

- من كتاب أحكام القرآن

- من كتاب الأشربة وفضائل قريش

- من كتاب الأشربة

- كتاب عشرة النساء

- من كتاب التعريض بالخطبة

- من كتاب الرجعة

- من كتاب العدد إلا ما كان معادا

- من كتاب القرعة والنفقة على الأقارب

- من كتاب الرضاع

- ذكر الله تعالى على غير وضوء ، والحيض

- من كتاب قتال أهل البغي

- من كتاب المدبر

- من كتاب التفليس

- من كتاب الدعوى والبينات

- من كتاب صفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم والولاء الصغير

- من كتاب البحيرة والسائبة

- من كتاب الصيد والذبائح

- من كتاب الديات والقصاص

- من كتاب جراح الخطأ

- من كتاب السبق والرمي والقسامة والكسوف

- من كتاب جماع العلم

- من كتاب الجنائز والحدود

- من كتاب مختصر الحج الكبير

- من كتاب أدب القاضي

- من كتاب الطعام والشراب وعمارة الأرضين

- من كتاب الوصية الذي لم يسمع من الشافعي

- من كتاب اختلاف علي وعبد الله رضي الله عنهما مما لم يسمع الربيع من الشافعي

شرح مسند الشافعي

أبو القاسم الرافعي - عبد الكريم بن محمد القزويني

صفحة

جزء

764 [ 532 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سعيد بن سالم، عن القاسم بن معن، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس أنه قال: وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن يلملم، ولأهل نجد قرنا، ومن كان دون ذلك فمن حيث يبدأ .

التالي السابق

الشرح

الشَّرْحُ

الْقَاسِمُ: هُوَ ابْنُ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ الْكُوفِيُّ، قَاضِي الْكُوفَةِ.

سَمِعَ: مَنْصُورًا، وَابْنَ جُرَيْجٍ.

وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَغَيْرُهُ .

وَلَيْثٌ: هُوَ ابْنُ أَبِي سُلَيْمِ بْنِ زُنَيْمٍ الْقُرَشِيُّ مَوْلَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ، وَيُقَالُ: أَبُو بَكْرٍ الْكُوفِيُّ، وَاسْمُ أَبِي سُلَيْمٍ أَنَسٌ.

سَمِعَ: مُجَاهِدًا، وَطَاوُسًا، وَالشَّعْبِيَّ.

مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ اثْنَيْنِ.

[ ص: 255 ] وَحَدِيثُ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ مُودَعٌ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مَوْصُولًا رَوَى عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ; وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا عَنْ مُسَدَّدٍ، وَمُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَقُتَيْبَةَ، بِرِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وَفِيهِ وَرَاءَ بَيَانِ الْمَوَاقِيتِ بَيَانُ حُكْمَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ لَا فَرْقَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْمُنْتَهِي إِلَى الْمِيقَاتِ وَهُوَ عَلَى قَصْدِ النُّسُكِ مِنْ أَهْلِ النَّاحِيَةِ الَّتِي هُوَ مِيقَاتُهَا أَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ، فَالْمَدَنِيُّ إِذَا جَاءَ مِنَ الْيَمَنِ أَحْرَمَ مِنْ قَرْنٍ، وَالْيَمَانِيُّ إِذَا جَاءَ مِنَ الشَّامِ أَحْرَمَ مِنَ الْجُحْفَةِ.

وَالثَّانِي: أَنَّ مَنْ كَانَ مَنْزِلُهُ دُونَ الْمِيقَاتِ يُحْرِمُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى أَنَّ الْمَكِّيَّ يُحْرِمُ الْحَجَّةَ مِنْ نَفْسِ مَكَّةَ وَكَذَا لَوْ أَرَادَ الْقِرَانَ.

وَقَوْلُهُ: فَلْيُهِلَّ مِنْ حَيْثُ يُنْشِئُ يَعْنِي: السَّيْرَ أَوْ نَحْوَهُ، وَاللَّفْظُ فِي كِتَابِ الْبُخَارِيِّ فِي رِوَايَةِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ: مَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ وَفِي رِوَايَةِ عَمْرٍو عَنْ طَاوُسٍ: فَمَنْ كَانَ دُونَهُنَّ فَمِنْ أَهْلِهِ حَتَّى أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْهَا.

آخِرُ الْجُزْءِ وَيَتْلُوهُ فِي الَّذِي يَلِيهِ: أَبَنَا الرَّبِيعُ، أَبَنَا الشَّافِعِيُّ، أَبَنَا مُسْلِمٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ; أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَّتَ الْمَوَاقِيتَ قَالَ: [لِيَسْتَمْتِعِ] الْمَرْءُ بِأَهْلِهِ وَثِيَابِهِ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَقَّ حَمْدِهِ وَالصَّلَاةُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ أَجْمَعِينَ.

الشرح

القاسم: هو ابن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي، قاضي الكوفة.

سمع: منصورا، وابن جريج.

وروى عنه: أبو غسان مالك بن إسماعيل، وغيره .

وليث: هو ابن أبي سليم بن زنيم القرشي مولاهم أبو بكر، ويقال: أبو بكر الكوفي، واسم أبي سليم أنس.

سمع: مجاهدا، وطاوسا، والشعبي.

مات سنة إحدى وأربعين ومائة، وقيل: سنة اثنين.

[ ص: 255 ] وحديث ابن طاوس عن أبيه مودع في صحيح البخاري موصولا روى عن موسى بن إسماعيل، عن وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه عن ابن عباس; وأخرجه البخاري أيضا عن مسدد، ومسلم عن يحيى بن يحيى وقتيبة، بروايتهم جميعا عن حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وفيه وراء بيان المواقيت بيان حكمين:

أحدهما: أنه لا فرق بين أن يكون المنتهي إلى الميقات وهو على قصد النسك من أهل الناحية التي هو ميقاتها أو من غيرهم، فالمدني إذا جاء من اليمن أحرم من قرن، واليماني إذا جاء من الشام أحرم من الجحفة.

والثاني: أن من كان منزله دون الميقات يحرم من منزله حتى أن المكي يحرم الحجة من نفس مكة وكذا لو أراد القران.

وقوله: فليهل من حيث ينشئ يعني: السير أو نحوه، واللفظ في كتاب البخاري في رواية ابن طاوس عن أبيه: من كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة من مكة وفي رواية عمرو عن طاوس: فمن كان دونهن فمن أهله حتى أن أهل مكة يهلون منها.

آخر الجزء ويتلوه في الذي يليه: أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقت المواقيت قال: [ليستمتع] المرء بأهله وثيابه.

الحمد لله حق حمده والصلاة على خير خلقه محمد وآله الطيبين أجمعين.

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث