قلت لابن القاسم : فهل كان مالك يستحب أن ترفع الأيدي على الصفا والمروة ؟
قال : رفعا خفيفا ولا يمد يديه رافعا ، قال : والذي رأيت أن مالكا يستحب أن يترك رفع الأيدي في كل شيء ، قلت لابن القاسم : إلا في ابتداء الصلاة ؟
قال : نعم إلا في ابتداء الصلاة ، قال : إلا أنه قال في الصفا والمروة إن كان فرفعا خفيفا ، وقال مالك في الوقوف بعرفات : إن رفع أيضا فرفعا خفيفا . قلت لابن القاسم : فهل يرفع يديه في المقامين عند الجمرتين في قول مالك ؟
قال : لا أدري ما قوله فيه ولا أرى أن يفعل .
قال ابن القاسم : وسئل مالك عن الإمام إذا أمر الناس بالدعاء وأمرهم أن يرفعوا أيديهم في مثل الاستسقاء ، والأمر الذي ينزل بالمسلمين مما يشبه ذلك ؟
قال : فليرفعوا أيديهم إذا أمرهم ، قال : وليرفعوا رفعا خفيفا ، قال : وليجعلوا ظهور أكفهم إلى وجوههم وبطونها إلى الأرض .
قال ابن القاسم : وأخبرني بعض من رأى مالكا في المسجد يوم الجمعة ودعا الإمام في أمر ، وأمر الناس أن يرفعوا أيديهم فرأى مالكا فعل ذلك ، رفع يديه ونصبهما وجعل ظاهرهما مما يلي السماء .


