[ ص: 13 ] الباب الأول
في أطراف من فضيلة تلاوة القرآن وحملته
قال الله - عز وجل - : إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور
وروينا عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خيركم من تعلم القرآن وعلمه .
[ ص: 14 ] رواه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري في صحيحه الذي هو أصح الكتب بعد القرآن.
وعن عائشة - رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران .
رواه البخاري ، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما.
[ ص: 15 ] وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو، [ ص: 16 ] ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر .
[ ص: 17 ] رواه البخاري ومسلم .
وعن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين .
رواه مسلم .
وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول: [ ص: 18 ] اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه .
رواه مسلم .
وعن ابن عمر - - رضي الله عنهما - - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: لا حسد إلا في اثنتين
1 - رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار. 2 - ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار .
رواه البخاري ومسلم .
وروينا أيضا من رواية عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بلفظ: لا حسد إلا في اثنتين:
1 - رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق.
2 - ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها .
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف .
[ ص: 19 ] رواه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح.
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: يقول سبحانه وتعالى: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين .
وفضل كلام الله - سبحانه وتعالى - عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه .
رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن غريب.
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب .
رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: [ ص: 20 ] يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها .
رواه أبو داود والترمذي والنسائي . وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.
وعن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا .
رواه أبو داود .
وروى الدارمي بإسناده عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعى القرآن، وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن، ومن أحب القرآن فليبشر .
[ ص: 21 ] وعن عبد الحميد الحماني قال: سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن؟ فقال: يقرأ القرآن؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه . اهـ.


