ذكر وقعة الولجة   
ولما فرغ  خالد  من  الثني  وأتى الخبر  أردشير  بعث  الأندرزعز  ، وكان فارسا من مولدي السواد ، وأرسل بهمن  جاذويه  في أثره في جيش ، وحشر إلى  الأندرزعز  من بين الحيرة  وكسكر  ومن عرب الضاحية  والدهاقين  وعسكروا بالولجة    . وسمع بهم  خالد  فسار   [ ص: 237 ] إليهم من الثني  فلقيهم بالولجة  ، وكمن لهم ، فقاتلهم قتالا شديدا أشد من الأول ، حتى ظن الفريقان أن الصبر قد أفرغ ، واستبطأ  خالد  كمينه ، فخرجوا من ناحيتين ، فانهزمت الأعاجم ، وأخذ  خالد  من بين أيديهم والكمين من خلفهم ، فقتل منهم خلقا كثيرا ، ومضى  الأندرزعز  منهزما فمات عطشا ، وأصاب  خالد  ابنا  لجابر بن وائل  ، وكانت وقعة الولجة  في صفر ، وبذل الأمان للفلاحين ، فعادوا وصاروا ذمة ، وسبى ذراري المقاتلة ومن أعانهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					