في هذه السنة ، في ربيع الأول ، توفي بهاء الدولة أبو كامل منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي ، صاحب الحلة ، والنيل ، وغيرهما ( مما يجاورها ) ، ولما سمع نظام الملك خبر وفاته قال : مات أجل صاحب عمامة ، وكان فاضلا قرأ على علي بن برهان ، فبرع بذكائه في الذي استفاد منه وله شعر حسن ، فمنه :
فإن أنا لم أحمل عظيما ولم أقد لهاما ولم أصبر على فعل معظم     ولم أجر الجاني ، وأمنع حوزه 
غداة أنادي للفخار وأنتمي 
وله في صاحب له يكنى أبا مالك يرثيه :
فإن كان أودى خدننا ، ونديمنا     أبو مالك  ، فالنائبات تنوب 
فكل ابن أنثى لا محالة ميت     وفي كل حي للمنون نصيب 
ولو رد حزن ، أو بكاء لهالك     بكيناه ما هبت صبا وجنوب 
[ ص: 307 ] ولما توفي أرسل الخليفة إلى ولده سيف الدولة صدقة نقيب العلويين أبا الغنائم يعزيه ، وسار سيف الدولة إلى السلطان ملكشاه ، فخلع عليه ، وولاه ما كان لأبيه ، وأكثر الشعراء مراثي بهاء الدولة .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					