الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس في موضوع البكارة جعلتني أرفض الزواج، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 24 سنة، وأعاني من شكٍّ في وجود غشاء البكارة، واللهِ لم أَدخل في علاقة محرّمة أبدًا، لكن هذا الموضوع سبَّب لي وسواسًا شديدًا، وجعلني أرفض فكرة الزواج تمامًا.

تقدم لي أشخاص كثيرون، لكنني دائمًا أرفض، وهذا هو السبب، أريد أن أتأكد حتى أعرف إن كنت أستطيع أن أعيش حياتي طبيعيًا أم لا.

قصتي أنني عندما كنت طفلة صغيرة كنت أتعامل بطريقة غير سليمة مع المناطق الحساسة، فكنت مثلًا أثناء الاستحمام أغسلها كثيرًا وبقوة، ولم أكن أعرف في ذلك الوقت شيئًا اسمه "غشاء البكارة".

عندما كبرت قليلًا، وكان عمري نحو 11 سنة، جلست مرة وفجأة شعرت بشيء يخرج مني، فذهبت إلى الحمام ووجدت بقع دم في ملابسي، فارتعبت وخفت، وكنت أظن أن هذه هي الدورة الشهرية، لكنها لم تنزل مرة أخرى بعد تلك النقط القليلة، فاطمأننت وفرحت لأنها لم تكن دورة شهرية، ولم أخبر أحدًا بالأمر.

بعد أن كبرت وعرفت أن هناك شيئًا اسمه غشاء البكارة، لم يكن الموضوع مهمًا بالنسبة لي؛ لأنني كنت أعتقد أنه لا يتأثر إلّا في حال وجود علاقة، وكنت أعلم أنني لم أدخل في أي علاقة؛ لذلك لم أقلق.

لكن بعدما نضجت أكثر وقرأت معلومات إضافية عن الغشاء، وعرفت أن هناك أسبابًا أخرى غير العلاقة قد تؤدي إلى تمزقه، وأن دم الغشاء في الأصل يكون نقطًا بسيطة جدًّا، تذكَّرتُ تلك الحادثة القديمة، وبدأتُ أظن أن ذلك الدم ربما كان من الغشاء.

ومنذ ذلك الوقت وأنا أفكر في الموضوع باستمرار، ولا أعرف كيف أتأكد إن كان الغشاء سليمًا أم لا، كما أنني لا أستطيع الذهاب إلى طبيبة، لأنني أخاف أن لا يصدقني أحد في هذا الأمر.

أرجوكم ساعدوني، كيف أستطيع التأكد؟ وهل يمكنني فحص نفسي بنفسي؟ لأن هذا الموضوع والله سبب لي أرقًا شديدًا، وجعلني أترك فكرة الزواج تمامًا، ولم أعد قادرة على العيش بشكل طبيعي دون التفكير فيه!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أفنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حفظك الله ورعاك يا ابنتي.

أولًا: ما حدث معك في سن الحادية عشرة هو ما يحدث مع غالبية الفتيات، وهو نزول بعض الدم في الحيضة الأولى (Menarche)، وهي أول دورة شهرية تحدث للفتيات وتشير إلى بداية مرحلة البلوغ، ويتراوح عمر الفتيات عند الحيضة الأولى عادة بين 11 و14 عامًا، ويؤثر في بدايتها بعض العوامل الوراثية والبيئية والتغذية.

ثانيًا: يُلاحظ مع نزول ذلك الدم ظهور بعض التغيرات الجسدية الأخرى خلال تلك الفترة، مثل بداية نمو الثديين وزيادة الطول، ومن المهم تثقيف الفتيات حول الحيض والبلوغ لتهيئتهنَّ لهذه المرحلة، وتقديم الدعم العاطفي والمساعدة في التعامل مع التغيرات التي تحدث خلالها.

ولذلك فإن نزول الدم في تلك المرحلة لا علاقة له بالغشاء لا من قريب ولا من بعيد، خصوصًا وأنه قد تمر عدة شهور أخرى قبل نزول الحيض مرة أخرى، أي أن هناك فترة فاصلة بين الحيضة الأولى والتي تليها.

ثالثًا: لا يُفضّ الغشاء من خلال الوضوء أو غسل الفرج أو الثياب، وننصح بارتداء ملابس داخلية قطنية واسعة، ووضع فوط صحية يومية لضمان الجفاف، والغشاء ليس بهذه السهولة ليفضّ، بل يحتاج إلى إيلاج مع الضغط عند الزواج، أو إلى إدخال جسم صلب في المهبل –حاشاك الله– ودون ذلك لا مجال لفض الغشاء.

رابعًا: لك أن تعيشي حياتك بشكل طبيعي، ولا ترفضي من ترضين دينه وخلقه من أجل هذه الوساوس؛ فهي لا أساس لها، ودعي عنك تلك الأفكار التي تُنغّص عليك حياتك وتُلهيك عن الدراسة والعمل والعبادة، ويمكن طرد تلك الوساوس بالدعاء، والأذكار، والمحافظة على الصلاة في وقتها، والانشغال بالدراسة والعمل.

ندعو الله لك بالصحة والعافية والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً