[  هل المعنعن متصل      ] وقال  أبو بكر الصيرفي الشافعي     : كل من علم له - يعني ممن لم يظهر تدليسه - سماع من إنسان فحدث عنه فهو على السماع ، حتى يعلم أنه لم يسمع منه ما حكاه ، وكل من علم له لقاء إنسان فحدث عنه ، فحكمه هذا الحكم .  
قال   ابن الصلاح     : ومن الحجة في ذلك وفي سائر الباب أنه لو لم يكن قد سمعه منه ، لكان بإطلاقه الرواية عنه من غير ذكر الواسطة بينه وبينه مدلسا ، والظاهر السلامة من وصمة التدليس ، والكلام فيمن لم يعرف بالتدليس ( وبعضهم )  كالحاكم     ( حكى بذا ) المذهب ( إجماعا ) ، وعبارته : الأحاديث المعنعنة التي ليس فيها تدليس متصلة بإجماع أئمة النقل .  
وكذا قال  الخطيب     : أهل العلم مجمعون على أن  قول المحدث غير المدلس : فلان عن فلان ، صحيح معمول به إذا كان لقيه وسمع منه      .  
 [ ص: 204 ]  وابن عبد البر  في مقدمة تمهيده : أجمعوا - أي : أهل الحديث - على قبول  الإسناد المعنعن   ، لا خلاف بينهم في ذلك إذا جمع شروطا ثلاثة : العدالة ، واللقاء مجالسة ومشاهدة ، والبراءة من التدليس . قال : وهو قول  مالك  وعامة أهل العلم .  
ثم قال : ومن الدليل على أن " عن " محمولة عند أهل العلم بالحديث على الاتصال ، حتى يتبين ويعرف الانقطاع فيها ، وساق الأدلة ، وادعى   أبو عمرو الداني  أيضا تبعا للحاكم إجماع أهل النقل على ذلك ، وزاد فاشترط ما سيأتي عنه قريبا .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					