( 15 ) باب ذكر تمثيل الصائم في طيب ريحه بطيب ريح المسك إذ هو أطيب الطيب .  
 1895     - ثنا   أبو موسى محمد بن المثنى  ، ثنا  أبو داود سليمان بن داود  ، ثنا   أبان - يعني ابن يزيد - العطار  ، عن   يحيى بن أبي كثير  ، عن  زيد بن أبي سلام  ، عن  أبي سلام  ، عن  الحارث الأشعري  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "  إن الله أوحى إلى  يحيى بن زكريا   بخمس كلمات أن يعمل بهن ، ويأمر  بني إسرائيل   أن يعملوا بهن ، فكأنه أبطأ بهن ، فأتاه  عيسى   فقال : إن الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن ، ويأمر  بني إسرائيل   أن يعملوا بهن ، فإما أن تخبرهم ، وإما أن أخبرهم فقال : يا أخي ، لا تفعل ، فإني أخاف أن تسبقني بهن أن يخسف بي ، أو أعذب . قال : فجمع  بني إسرائيل   ببيت المقدس   ، حتى امتلأ المسجد ، وقعدوا على الشرفات ، ثم خطبهم فقال : إن الله أوحى إلي بخمس كلمات أن أعمل بهن ، وآمر  بني إسرائيل   أن يعملوا بهن : أولهن : أن لا تشركوا بالله      [ ص: 915 ] شيئا ؛ فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله ، بذهب أو ورق ، ثم أسكنه دارا ، فقال : اعمل وارفع إلي ، فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيده ، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك ؟ فإن الله خلقكم ورزقكم ، فلا تشركوا به شيئا ، وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا ؛ فإن الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت ، وآمركم بالصيام ، ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك ، كلهم يحب أن يجد ريحها ، وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك   ، وآمركم بالصدقة ، ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو ، فأوثقوا يده إلى عنقه ، وقربوه ليضربوا عنقه ، فجعل يقول : هل لكم أن أفدي نفسي منكم ؟ وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه ، وآمركم بذكر الله كثيرا ، ومثل ذكر الله كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره ، حتى أتى حصنا حصينا ، فأحرز نفسه فيه ، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله     " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "  وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن : الجماعة ، والسمع ، والطاعة ، والهجرة ، والجهاد في سبيل الله ، ومن فارق الجماعة قيد شبر ، فقد خلع  ربقة  الإيمان والإسلام من رأسه ، إلا أن يراجع ، ومن ادعى دعوى الجاهلية فهو من جثى  جهنم     " ، قيل : يا رسول الله ، وإن صام وصلى ؟ قال : " وإن صام وصلى ، تداعوا بدعوى الله الذي سماكم بها المؤمنين المسلمين عباد الله " .  
				
						
						
