باب الحوض  
 [ ص: 404 ]  20852  حدثنا  أحمد بن خالد  قال : حدثنا  أبو يعقوب  قال : أخبرنا  عبد الرزاق  قال : أخبرنا  معمر  عن   مطر الوراق  عن   عبد الله بن بريدة الأسلمي  قال :  شك   عبيد الله بن زياد  في الحوض ، وكانت فيه حرورية ، فقال : أرأيتم الحوض الذي يذكر ، ما أراه شيئا ، قال : فقال له ناس من صحابته : فإن عندك رهطا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إليهم فاسألهم ، فأرسل إلى رجل من  مزينة   فسأله عن الحوض ، فحدثه ثم قال : أرسل إلى   أبي برزة الأسلمي  فأتاه وعليه ثوبا حبر ، قد ائتزر بواحد ، وارتدى بالآخر ، قال : وكان رجلا لحيما إلى القصر ، فلما رآه  عبيد الله  ضحك ، ثم قال : إن محمديكم هذا لدحداح ، قال : ففهمها الشيخ ، فقال : واعجباه ، ألا أراني في قومي يعدون صحابة  محمد   صلى الله عليه وسلم عارا ، قال : فقال له جلساء  عبيد الله     : إنما أرسل إليك الأمير ليسألك عن الحوض ، هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئا ؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره ، فمن كذب به فلا سقاه الله منه ، قال : ثم نفض رداءه وانصرف غضبان ، قال : فأرسل  عبيد الله  إلى  زيد بن   [ ص: 405 ] الأرقم  فسأله عن الحوض ، فحدثه حديثا مونقا أعجبه ، فقال : إنما سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا ، ولكن حدثنيه أخي ، قال : فلا حاجة لنا في حديث أخيك ، فقال  أبو سبرة ،  رجل من صحابة  عبيد الله     : فإن أباك حين انطلق وافدا إلى  معاوية  انطلقت معه ، فلقيت   عبد الله بن عمرو بن العاص  فحدثني من فيه إلى في حديثا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأملاه علي وكتبته ، قال : فإني أقسمت عليك لما أعرقت هذا البرذون حتى تأتيني بالكتاب ، قال : فركبت البرذون فركضته حتى عرق ، فأتيته بالكتاب ، فإذا فيه هذا ما حدثني   عبد الله بن عمرو بن العاص  أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "  إن الله يبغض الفحش والتفحش ، والذي نفس  محمد   بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش ،   وسوء الجوار ، وقطيعة الأرحام ، وحتى يخون الأمين ، ويؤتمن الخائن ، والذي نفس  محمد   بيده إن أسلم المسلمين ، لمن سلم المسلمون من لسانه ويده ، وإن أفضل الهجرة لمن هجر ما نهاه الله عنه ، والذي نفسي بيده إن مثل المؤمن كمثل القطعة من الذهب نفخ عليها صاحبها فلم تتغير ولم تنقص ، والذي نفس  محمد   بيده ، إن مثل المؤمن كمثل النخلة أكلت طيبا ووضعت طيبا ، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد ،  ألا وإن لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين  أيلة   إلى  مكة       - أو قال :  صنعاء   إلى  المدينة      - ، وإن فيه من الأباريق مثل الكواكب ، هو أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، من شرب      [ ص: 406 ] منه لم يظمأ بعدها أبدا "  
قال  أبو سبرة     : فأخذ  عبيد الله  الكتاب ، فجزعت عليه ، فلقي   يحيى بن يعمر  فشكوت ذلك إليه ، فقال : والله لأنا أحفظ له مني لسورة من القرآن ، فحدثني به كما كان في الكتاب سواء     .  
				
						
						
