19908  أخبرنا  عبد الرزاق  ، عن  معمر  ، عن   الزهري  ، قال : أخبرني   أنس بن مالك  أن ناسا من  الأنصار   قالوا يوم  حنين ،   حين أفاء الله على رسوله أموال  هوازن ،   فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا من  قريش   المائة من الإبل ، كل رجل منهم ، فقالوا : يغفر الله لرسول الله ، يعطي  قريشا   ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم ، قال  أنس     : فحدثت رسول الله      [ ص: 60 ] صلى الله عليه وسلم بمقالتهم ، فأرسل إلى  الأنصار   فجمعهم في قبة من أدم ، لم يدع معهم أحدا غيرهم ، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ما حديث بلغني عنكم ؟ " ، فقالت  الأنصار      : أما ذوو رأينا ، فلم يقولوا شيئا ، وأما أناس حديثة أسنانهم ، فقالوا : كذا وكذا - للذي قالوا - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما أعطي رجالا حدثاء عهد بكفر ، أتألفهم - أو قال : أستألفهم -  أولا ترضون أن يذهب الناس بالأموال ، وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم ،   فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به ؟ " ، قالوا : أجل يا رسول الله ، قد رضينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستجدون بعدي أثرة شديدة ، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله ، فإني  فرطكم  على الحوض " ، قال  أنس     : فلم يصبروا     .  
				
						
						
