1900  ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ  أخبرنا أبو يحيى : أحمد بن محمد بن إبراهيم  ، ثنا  أبو عبد الله : محمد بن نصر  ، ثنا أبو الوليد : أحمد بن عبد الرحمن القرشي ،  ثنا  الوليد بن مسلم  قال  : سألت  مالك بن أنس  عن السنة في الأذان  ، فقال : ما تقولون أنتم في الأذان ؟ وعمن أخذتم الأذان ؟ قال الوليد فقلت أخبرني  سعيد بن عبد العزيز  وابن جابر  وغيرهما : أن بلالا  لم يؤذن لأحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأراد الجهاد ، فأراد أبو بكر  منعه وحبسه فقال : إن كنت أعتقتني لله فلا تحبسني عن الجهاد ، وإن كنت أعتقتني لنفسك أقمت . فخلى سبيله ، فكان بالشام حتى قدم عليهم  عمر بن الخطاب  الجابية ، فسأل المسلمون  عمر بن الخطاب  أن يسأل لهم بلالا  يؤذن لهم ، فسأله فأذن لهم يوما أو قالوا صلاة واحدة قالوا فلم ير يوما كان أكثر باكيا منهم يومئذ حين سمعوا صوته ذكرا منهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قالوا : فنحن نرى أو نقول إن أذان أهل الشام    [ ص: 420 ] عن أذانه يومئذ . فقال مالك   : ما أدري ما أذان يوم أو صلاة يوم أذن سعد القرظ  في هذا المسجد في زمان  عمر بن الخطاب  ، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متوافرون فيه ، فلم ينكره منهم أحد ، فكان سعد وبنوه يؤذنون بأذانه إلى اليوم ، ولو كان وال يسمع مني لرأيت أن يجمع هذه الأمة على أذانهم . فقيل لمالك :  فكيف كان أذانهم ؟ قال يقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا  رسول الله أشهد أن محمدا  رسول الله ، ثم يرجع فيقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا  رسول الله أشهد أن محمدا  رسول الله ، حي على الصلاة حي على الصلاة ، حي على الفلاح حي على الفلاح ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله قال والإقامة مرة مرة  . 
قال  أبو عبد الله : محمد بن نصر   : فأرى فقهاء أصحاب الحديث قد أجمعوا على إفراد الإقامة ، واختلفوا في الأذان ، فاختار بعضهم أذان  أبي محذورة  ، منهم  مالك بن أنس  ،  والشافعي  ، وأصحابهما ، واختار جماعة منهم أذان  عبد الله بن زيد  قال الشيخ : منهم  الأوزاعي  كان يختار تثنية الأذان وإفراد الإقامة ، وإلى إفراد الإقامة ذهب  سعيد بن المسيب  ،  وعروة بن الزبير  ،  والحسن البصري  ،  ومحمد بن سيرين  ،  والزهري  ، ومكحول ،   وعمر بن عبد العزيز  في مشيخة جلة سواهم من التابعين رضي الله عنهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					