18138 باب يشترط عليهم أن أحدا من رجالهم إن أصاب مسلمة بزنا ، أو اسم نكاح ، أو قطع الطريق على مسلم ، أو فتن مسلما عن دينه ، أو أعان المحاربين على المسلمين فقد نقض عهده 
( قال  الشافعي   ) في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي  عنه : لم يختلف أهل السيرة عندنا  ابن إسحاق  ،  وموسى بن عقبة  ، وجماعة من روى السيرة أن بني قينقاع  كان بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موادعة وعهد  ، فأتت امرأة من الأنصار  إلى صائغ منهم ليصوغ لها حليا ، وكانت اليهود  معادية للأنصار  ، فلما جلست عند الصائغ عمد إلى بعض حدائده ، فشد به أسفل ذيلها وجنبها ، وهي لا تشعر ، فلما قامت المرأة وهي في سوقهم نظروا إليها متكشفة ، فجعلوا يضحكون منها ويسخرون ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنابذهم ، وجعل ذلك منهم نقضا للعهد  . وذكر حديث بني النضير  ، وما صنع  عمر بن الخطاب   - رضي الله عنه - في اليهودي الذي استكره المرأة فوطئها . 
( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ  ، ثنا إسماعيل بن محمد الشعراني  ، ثنا جدي ، ثنا  إبراهيم بن المنذر الحزامي  ، ثنا محمد بن فليح  ، عن  موسى بن عقبة  قال : قال  ابن شهاب   : هذا حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خرج إلى بني النضير  يستعينهم في عقل الكلابيين  وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رجال من أصحابه إلى بني النضير  يستعينهم في عقل الكلابيين ، وكانوا - زعموا - قد دسوا إلى قريش  حين نزلوا بأحد في قتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحضوهم على القتال ، ودلوهم على العورة ، فلما كلمهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عقل الكلابيين قالوا : اجلس أبا القاسم  حتى تطعم ، وترجع بحاجتك ، ونقوم ، فنتشاور ، ونصلح أمرنا فيما جئتنا له . فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من أصحابه في ظل  [ ص: 201 ] جدار ينتظر أن يصلحوا أمرهم ، فلما خلوا ، والشيطان معهم لا يفارقهم ائتمروا بقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : لن تجدوه أقرب منه الآن فاستريحوا منه تأمنوا في دياركم ، ويرفع عنكم البلاء . فقال رجل : إن شئتم ظهرت فوق البيت ودليت عليه حجرا فقتلته . فأوحى الله إليه فأخبره بما ائتمروا من شأنه فعصمه الله ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه يريد يقضي حاجة ، وترك أصحابه في مجلسهم ، وانتظره أعداء الله فراث عليهم ، وأقبل رجل من أهل المدينة  فسألوه عنه فقال : لقيته قد دخل أزقة المدينة   . فقالوا لأصحابه : عجل أبو القاسم  أن نقيم أمرنا في حاجته التي جاء بها . ثم قام أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجعوا ، ونزل القرآن - والله أعلم بالذي جاء أعداء الله - فقال : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون   ) فلما أظهر الله رسوله على ما أرادوا به ، وعلى خيانتهم لله ولرسوله ؛ أمر بإجلائهم ، وإخراجهم من ديارهم ، وأمرهم أن يسيروا حيث شاءوا . . إلى آخر الحديث . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					