باب مذاهبهم في ياءات الإضافة  
وياء الإضافة عبارة عن ياء المتكلم ، وهي ضمير متصل بالاسم والفعل والحرف فتكون مع الاسم مجرورة المحل ، ومع الفعل منصوبته ، ومع الحرف منصوبته ومجرورته بحسب عمل الحرف نحو  نفسي   ، و  ذكري   و  فطرني   و  ليحزنني   و  إني   ،  ولي   ، وقد أطلق أئمتنا هذه التسمية عليها تجوزا مع مجيئها منصوب المحل غير مضاف إليها نحو  إني   و  آتاني   والفرق بينها وبين ياءات الزوائد أن هذه الياءات تكون  
 [ ص: 162 ] ثابتة في المصاحف وتلك محذوفة . وهذه الياءات تكون زائدة على الكلمة أي ليست من الأصول فلا تجيء لاما من الفعل أبدا فهي كهاء الضمير وكافه فتقول في :  نفسي      : نفسه ونفسك ، وفي  فطرني   فطره وفطرك ; وفي يحزنني : يحزنه ويحزنك ، وفي  إني      : إنه وإنك ، وفي  لي      : له ولك . وياء الزوائد تكون أصلية وزائدة فتجيء لاما من الفعل نحو  إذا يسري   ، و  يوم يأت   ، و  الداع   ، و " المناد " ، و  دعان   ، و  يهدين   ، و " يؤتين " وهذه الياءات الخلف فيها جار بين الفتح والإسكان . وياءات الزوائد الخلاف فيها ثابت بين الحذف والإثبات ، إذا تقرر ذلك فاعلم أن  ياءات الإضافة في القرآن   على ثلاثة أضرب .  
( الأول ) : ما أجمعوا على إسكانه ، وهو الأكثر لمجيئه على الأصل نحو (  إني جاعل   ،  واشكروا لي   ،  وأني فضلتكم   ،  فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني   ،  الذي خلقني   ، و  يطعمني   ، و  يميتني   ،  لي عملي   ، يعبدوني لا يشركون بي ) وجملته خمسمائة وست وستون ياء .  
( الثاني ) : ما أجمعوا على فتحه ، وذلك لموجب إما أن يكون بعدها ساكن ، لام تعريف ، أو شبهه ، وجملته إحدى عشرة كلمة في ثمانية عشر موضعا  نعمتي التي   في المواضع الثلاثة ( ، و  بلغني الكبر   ، و  حسبي الله      ) في الموضعين ( و  بي الأعداء   و  مسني السوء      . و  مسني الكبر   ، و  وليي الله   ، و  شركائي الذين      ) في الأربعة المواضع ( و  أروني الذين   ، و  ربي الله   ، و  جاءني البينات   ، و  نبأني العليم      ) حركت بالفتح حملا على النظير فرارا من الحذف ، أو قبلها ساكن ألف ، أو ياء فالذي بعد ألف ست كلمات في ثمانية مواضع ( هداي ) في الموضعين (  وإياي   فإياي   ،  رؤياي      ) في الموضعين ( و  مثواي   و  عصاي      ) وسيأتي ذكر ( بشراي و حسرتا ) في موضعه والذي بعد الياء تسع كلمات وقعت في اثنتين وسبعين موضعا ، وهي : إلي و  علي   و  يدي   و  لدي   و  بني   و  يابني   ، و  ابنتي   و  والدي   و مصرخي ; وحركت الياء في ذلك فرارا من التقاء الساكنين ، وكانت فتحة حملا على النظير وأدغمت الياء في نحو  
 [ ص: 163 ] إلي   و  علي   للتماثل . وجاز في  بمصرخي   الكسر لغة ، وكذلك في  يابني   مع الإسكان كما سيأتي وجملة ذلك من الضربين المجمع عليهما ستمائة وأربع وستون ياء .  
( والضرب الثالث ) ما اختلفوا في إسكانه وفتحه وجملته مائتا ياء واثنتا عشرة ياء ، وقد عدها  الداني  ، وغيره وأربع عشرة فزادوا اثنتين ، وهما  آتاني الله   في النمل  فبشر عبادي الذين   في الزمر : وزاد آخرون اثنين آخرين ، وهما ألا تتبعن في طه  إن يردن الرحمن   في يس فجعلوها مائتين وست عشرة ، وذكر هذه الأربع في باب الزوائد ، أولى لحذفها في الرسم وإن كان لها تعلق بهذا الباب من حيث فتحها ، وإسكانها أيضا ولذلك ذكرناهم ثم .  
وأما يا عبادي لا خوف عليكم في الزخرف فذكرناها في هذا الباب تبعا  للشاطبي ،  وغيره من حيث إن المصاحف لم تجتمع على حذفها كما سنذكره .  
				
						
						
