السواك من سنن الوضوء والصلاة : روى الجماعة ( أحمد والشيخان وأصحاب السنن الأربعة ) من حديث أبي هريرة مرفوعا : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " . وفي رواية لأحمد " لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء " . وللبخاري تعليقا " لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء " . قال ابن منده في حديث الجماعة : " إنه مجمع على صحته " . وروى أحمد ، والنسائي ، وابن حبان من حديث عائشة ، مرفوعا : " السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب " . وروي عنها وعن غيرها في الصحاح والسنن أنه صلى الله عليه وسلم كان يستاك عند القيام من كل نوم في ليل أو نهار ، وعند دخول بيته . والسواك يطلق على العود الذي يستاك به ، وعلى الاستياك نفسه ، وهو دلك الأسنان بذلك العود ، أو بشيء آخر خشن تنظف به الأسنان ، يقال : ساك فمه يسوكه سوكا ، ويقال : استاك ، ولكن لا يقال استاك فمه ، وخير العيدان للاستياك ، عود الأراك المعروف الذي يؤتى به من الحجاز ; لأنه إذا دق طرفه قليلا يصير خيرا من السواك الصناعية التي تسمى " فرشة الأسنان " ، ويقال إن من خواصه شد اللثة ; أي أن فيه مادة تنفصل منه عند الاستياك بها تشد اللثة وتحصل السنة بالاستياك بالفرشة ، كما تحصل بشوص الأسنان ( دلكها ) بكل خشن يزيل القلح ( صفرة الأسنان ) وينظف الفم . ومن يواظب على السواك من أول عمره تحفظ له أسنانه التي هي ركن من أعظم أركان الصحة والجمال ، وهي نعمة لا يعرف أكثر الناس قيمتها إلا بعد أن يفسدها السوس ، ويضطر إلى قلعها بعد أن يقاسي من آلامها ما يقاسي .


