قوله تعالى : ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون    [ ص: 473 ] ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة : أن الكفار استهزءوا برسل قبل نبينا - صلى الله عليه وسلم -  وأنهم حاق بهم العذاب بسبب ذلك ، ولم يفصل هنا كيفية استهزائهم ، ولا كيفية العذاب الذي أهلكوا به ، ولكنه فصل كثيرا من ذلك من مواضع متعددة ، في ذكر نوح  وقومه ، وهود  وقومه ، وصالح  وقومه ، ولوط  وقومه ، وشعيب  وقومه ، إلى غير ذلك . 
فمن استهزائهم بنوح  قولهم له : " بعد أن كنت نبيا صرت نجارا " ، وقد قال الله تعالى عن نوح    : إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون    [ 11 \ 38 ] ، وذكر ما حاق بهم بقوله : فأخذهم الطوفان وهم ظالمون    [ 49 \ 14 ] ، وأمثالها من الآيات . 
ومن استهزائهم بهود  ما ذكره الله عنهم من قولهم : إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء    [ 11 \ 54 ] ، وقوله عنهم أيضا : قالوا ياهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك  الآية [ 11 \ 53 ] ، وذكر ما حاق بهم من العذاب في قوله : أرسلنا عليهم الريح العقيم  الآية [ 51 \ 41 ] ، وأمثالها من الآيات . 
ومن استهزائهم بصالح  قولهم فيما ذكر الله عنهم : ياصالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين    [ 7 \ 77 ] ، وقولهم : ياصالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا  الآية [ 11 \ 62 ] ، وذكر ما حاق بهم بقوله : وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين    [ 11 \ 94 ] ، ونحوها من الآيات . 
ومن استهزائهم بلوط  قولهم فيما حكى الله عنهم : فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم  الآية [ 27 \ 56 ] ، وقولهم له أيضا : لئن لم تنته يالوط لتكونن من المخرجين    [ 26 \ 167 ] ، وذكر ما حاق بهم بقوله : فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل    [ 15 \ 74 ] ، ونحوها من الآيات . 
ومن استهزائهم بشعيب  قولهم فيما حكى الله عنهم : قالوا ياشعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز    [ 11 \ 91 ] ، وذكر ما حاق بهم بقوله : فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم    [ 26 \ 189 ] ونحوها من الآيات . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					