[ ص: 417 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
سورة المنافقون 
قوله تعالى : إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله   الآية . 
هذا الذي شهدوا عليه حق لأن رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم حق لا شك فيها  ، وقد كذبهم الله بقوله : والله يشهد إن المنافقين لكاذبون    [ 63 ] . مع أن قوله : والله يعلم إنك لرسوله    [ 63 ] ، كأنه تصديق لهم . 
والجواب أن تكذيبه تعالى لهم منصب على إسنادهم الشهادة إلى أنفسهم في قولهم : " نشهد " ، وهم في باطن الأمر لا يشهدون برسالته ، بل يعتقدون عدمها ، أو يشكون فيه ، كما يدل للأول قوله تعالى عنهم : أنؤمن كما آمن السفهاء    - إلى قوله - ولكن لا يعلمون [ 2 13 ] . 
ويدل للثاني قوله تعالى : وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون    [ 9 \ 45 ] . 
قوله تعالى : سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم  الآية . 
ظاهر هذه الآية الكريمة أنه لا يغفر للمنافقين مطلقا ، وقد جاءت آية توهم الطمع في غفرانه لهم إذا استغفر لهم رسوله صلى الله عليه وسلم أكثر من سبعين مرة وهي قوله تعالى : إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم    [ 9 80 ] . 
والجواب أن هذه الآية هي الأخيرة بينت أنه لا يغفر لهم على كل حال لأنهم كفار في الباطن . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					