قوله تعالى : فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا     . 
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه إنما يسر هذا القرآن بلسان هذا النبي العربي الكريم ، ليبشر به المتقين ، وينذر به الخصوم الألداء  ، وهم الكفرة ، وما تضمنته هذه الآية الكريمة جاء موضحا في مواضع أخر ، أما ما ذكر فيها من تيسير هذا القرآن العظيم فقد أوضحه في مواضع أخر ، كقوله في سورة " القمر " مكررا لذلك : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر    [ 54 \ 32 ] ، وقوله في آخر " الدخان " : فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون    [ 44 \ 58 ] ، وأما ما ذكر فيها من كونه بلسان هذا النبي العربي الكريم فقد ذكره في مواضع أخر ، كقوله : وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين  على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين    [ 26 \ 192 - 195 ] ، وقوله تعالى : الر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون    [ 12 \ 1 - 2 ] ، وقوله تعالى : حم  والكتاب المبين  إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون    [ 43 \ 1 ] ، وقوله تعالى : لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين    [ 16 \ 103 ] ، إلى غير ذلك من الآيات . 
وقوله في هذه الآية الكريمة : لتبشر به المتقين  الآية ، قد أوضحنا الآيات الدالة عليه في سورة " الكهف " وغيرها فأغنى ذلك عن إعادته هنا ، وأظهر الأقوال في قوله : لدا أنه جمع الألد ، وهو شديد الخصومة ، ومنه قوله تعالى : وهو ألد الخصام    [ 2 \ 204 ] ، وقول الشاعر : 
أبيت نجيا للهموم كأنني أخاصم أقواما ذوي جدل لدا 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					