[ ص: 110 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
سورة الحاقة 
سميت ( سورة الحاقة    ) في عهد النبيء - صلى الله عليه وسلم - . وروى  أحمد بن حنبل  أن  عمر بن الخطاب  قال : خرجت يوما بمكة  أتعرض لرسول الله قبل أن أسلم ، فوجدته قد سبقني إلى المسجد الحرام  فوقفت خلفه فاستفتح سورة الحاقة فجعلت أعجب من تأليف القرآن فقلت : هذا والله شاعر - أي قلت في خاطري - فقرأ وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون  قلت : كاهن ، فقرأ ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون  تنزيل من رب العالمين  إلى آخر السورة ، فوقع الإسلام في قلبي كل موقع   . 
وباسم ( الحاقة ) عنونت في المصاحف وكتب السنة وكتب التفسير . وقال الفيروزآبادي  في بصائر ذوي التمييز : إنها تسمى أيضا " سورة السلسلة " لقوله ثم في سلسلة  وسماها الجعبري  في منظومته في ترتيب نزول السور " الواعية " ولعله أخذه من وقوع قوله وتعيها أذن واعية  ولم أر له سلفا في هذه التسمية . 
 [ ص: 111 ] ووجه تسميتها ( سورة الحاقة ) وقوع هذه الكلمة في أولها ولم تقع في غيرها من سور القرآن . 
وهي مكية بالاتفاق . ومقتضى الخبر المذكور عن  عمر بن الخطاب  أنها نزلت في السنة الخامسة قبل الهجرة فإن عمر  أسلم بعد هجرة المهاجرين إلى الحبشة ، وكانت الهجرة إلى الحبشة  سنة خمس قبل الهجرة إلى المدينة    . 
وقد عدت هذه السورة السابعة والسبعين في عداد ترتيب النزول . نزلت بعد سورة تبارك وقبل سورة المعارج . 
واتفق العادون من أهل الأمصار على عد آيها إحدى وخمسين آية . 
				
						
						
