وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب     . 
اعتراض ذيل به حكم فيء بني النضير  إذ هو أمر بالأخذ بكل ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومما جاءت به هذه الآيات في شأن فيء النضير ، والواو  اعتراضية ، والقصد من هذا التذييل إزالة ما في نفوس بعض الجيش من حزازة حرمانهم مما أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - من أرض النضير    . 
والإيتاء مستعار لتبليغ الأمر إليهم ، جعل تشريعه وتبليغه كإيتاء شيء بأيديهم كما قال تعالى خذوا ما آتيناكم بقوة  واستعير الأخذ أيضا لقبول الأمر والرضى به . 
 [ ص: 87 ] وقرينة ذلك مقابلته بقوله تعالى وما نهاكم عنه فانتهوا  وهو تتميم لنوعي التشريع . وهذه الآية جامعة للأمر باتباع ما يصدر من النبيء - صلى الله عليه وسلم - من قول وفعل فيندرج فيها جميع أدلة السنة . وفي الصحيحين عن  ابن مسعود  أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن الله الواشمات والمستوشمات . . . الحديث . فبلغ ذلك امرأة من بني أسد  يقال لها : أم يعقوب  فجاءته فقالت : بلغني أنك لعنت كيت وكيت فقال لها : وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في كتاب الله ؟ فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول . فقال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ، أما قرأت وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا    . 
وعطف على هذا الأمر تحذير من المخالفة فأمرهم بتقوى الله فيما أمر به على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعطف الأمر بالتقوى على الأمر بالأخذ بالأوامر وترك المنهيات يدل على أن التقوى  هي امتثال الأمر واجتناب النهي . 
والمعنى : واتقوا عقاب الله لأن الله شديد العقاب ، أي لمن خالف أمره واقتحم نهيه . 
				
						
						
