والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم     . 
تتميم اقتضاه ذكر أهل مراتب الإيمان والتنويه بهم ، فأتبع ذلك بوصف   [ ص: 400 ] أضدادهم لأن ذلك يزيد التنويه بهم بأن إيمانهم أنجاهم من الجحيم . 
والمراد بالذين كفروا بالله وكذبوا بالقرآن ما يشمل المشركين واليهود  والنصارى  على تفاوت بينهم في دركات الجحيم ، فالمشركون استحقوا الجحيم من جميع جهات كفرهم ، واليهود  استحقوه من يوم كذبوا عيسى  عليه السلام ، والنصارى  استحقه بعضهم حين أثبتوا لله ابنا وبعضهم من حين تكذيبهم برسالة محمد  صلى الله عليه وسلم . 
وفي استحضارهم بتعريف اسم الإشارة من التنبيه على أنهم جديرون بذلك لأجل الكفر والتكذيب نظير ما تقدم في قوله أولئك هم الصديقون    . ولم يؤت في خبرهم بضمير الفصل إذ لا يظن أن غيرهم أصحاب الجحيم . 
والتعبير عنهم بأصحاب مضاف إلى الجحيم دلالة على شدة ملازمتهم للجحيم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					