ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض   أعيد اسم الإشارة بعد قوله آنفا ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل  للنكتة التي تقدمت هنالك ، وهو خبر لمبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره محذوف . وتقدير المحذوف : الأمر ذلك ، والمشار إليه ما تقدم من قوله فضرب الرقاب  إلى هنا ، ويفيد اسم الإشارة تقرير الحكم ورسوخه في النفوس . 
والجملة من اسم الإشارة والمحذوف معترضة ولو يشاء الله لانتصر منهم  في موضع الحال من الضمير المرفوع المقدر في المصدر من قوله : فضرب الرقاب   [ ص: 83 ] أي أمرتم بضرب رقابهم ، والحال أن الله لو يشاء لاستأصلهم ولم يكلفكم بقتالهم ، ولكن الله ناط المسببات بأسبابها المعتادة وهي أن يبلو بعضكم ببعض . 
وتعدية انتصر بحرف ( من ) مع أن حقه أن يعدى بحرف ( على ) لتضمينه معنى : انتقم . 
والاستدراك راجع إلى ما في معنى المشيئة من احتمال أن يكون الله ترك الانتقام منهم لسبب غير ما بعد الاستدراك . 
والبلو حقيقته : الاختبار والتجربة ، وهو هنا مجاز في لازمه وهو ظهور ما أراده الله من رفع درجات المؤمنين ووقع بأسهم في قلوب أعدائهم ومن إهانة الكفار ، وهو أن شأنهم بمرأى ومسمع من الناس . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					