وقال مسلم بن إبراهيم   : حدثنا الأسود بن شيبان ،  قال : حدثنا أبو بكر بن ثمامة بن النعمان الراسبي ،  عن يزيد بن عبد الله بن الشخير ،  قال :  [ ص: 272 ] وفد أبي في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،  فقال : أنت سيدنا وذو الطول علينا . فقال : " مه مه ، قولوا بقولكم ولا يستجرئنكم الشيطان ، السيد الله ، السيد الله  " وقال الزبير بن بكار   : حدثتني فاطمة بنت عبد العزيز بن مؤملة ،  عن أبيها ، عن جدها مؤملة بن جميل ،  قال : أتى عامر بن الطفيل  رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا عامر  أسلم . قال أسلم على أن الوبر لي ولك المدر . قال : يا عامر  أسلم . فأعاد قوله . قال : لا . فولى وهو يقول : يا محمد ،  لأملأنها عليك خيلا جردا ورجالا مردا ، ولأربطن بكل نخلة فرسا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم اكفني عامرا  واهد قومه " فخرج حتى إذا كان بظهر المدينة  صادف امرأة يقال لها سلولية ،  فنزل عن فرسه ونام في بيتها ، فأخذته غدة في حلقه ، فوثب على فرسه ، وأخذ رمحه ، وجعل يجول ، ويقول : غدة كغدة البكر ، وموت في بيت سلولية . فلم تزل تلك حاله حتى سقط ميتا  . 
وقال ابن إسحاق   : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عامر ،  فيهم : عامر بن الطفيل ،  وأربد بن قيس ،  وخالد بن جعفر ،  وحيان بن أسلم  ، وكانوا رؤساء القوم وشياطينهم . فقدم عامر  عدو الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد أن يغدر به . فقال له قومه : إن الناس قد أسلموا . فقال : قد كنت آليت أن لا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي ، فأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش  ؟ ثم قال لأربد   : إذا قدمنا عليه فإني شاغل عنك وجهه ، فإذا فعلت ذلك فاعله بالسيف . 
فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر   : يا محمد ،  خالني .  [ ص: 273 ] فقال : لا والله ، حتى تؤمن بالله وحده ، فقال : والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا . فلما ولى قال : " اللهم اكفني عامرا   " ثم قال لأربد   : أين ما أمرتك به ؟ قال : لا أبا لك ، والله ما هممت بالذي أمرتني به من مرة إلا دخلت بيني وبينه ، أفأضربك بالسيف ؟ فبعث الله ببعض الطريق على عامر  الطاعون في عنقه ، فقتله الله في بيت امرأة من سلول . وأما الآخر فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة أحرقتهما  . 
وقال همام ،  عن  إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة   : حدثني أنس ،  قال : كان رئيس المشركين عامر بن الطفيل ،  وكان أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أخيرك بين ثلاث خصال ; يكون لك أهل السهل ويكون لي أهل المدر ، أو أكون خليفتك من بعدك ، أو أغزوك بغطفان  بألف أشقر وألف شقراء . 
قال : فطعن في بيت امرأة ، فقال : غدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني فلان ، ائتوني بفرسي . فركب فمات على ظهر فرسه  . أخرجه  البخاري   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					