إسلام  أبي العاص بن الربيع   
 [ استيلاء المسلمين على تجارة معه وإجارة زينب  له ] 
قال ابن إسحاق    : وأقام أبو العاص  بمكة  ، وأقامت زينب  عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة  ، حين فرق بينهما الإسلام ، حتى إذا كان قبيل الفتح ، خرج أبو العاص  تاجرا إلى الشام  ، وكان رجلا مأمونا ، بمال له وأموال لرجال من قريش  ، أبضعوها معه ، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلا ، لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأصابوا ما معه ، وأعجزهم هاربا ، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله ، أقبل أبو العاص  تحت الليل حتى دخل على زينب  بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستجار بها ، فأجارته ، وجاء في طلب ماله ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصبح - كما حدثني يزيد بن رومان   [ ص: 658 ] فكبر وكبر الناس معه ، صرخت زينب  من صفة النساء : أيها الناس ، إني قد أجرت  أبا العاص بن الربيع    . 
قال : فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة أقبل على الناس ، فقال : أيها الناس ، هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعم ، قال : أما والذي نفس محمد  بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم ، إنه يجير على المسلمين أدناهم . ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخل على ابنته ، فقال : أي بنية ، أكرمي مثواه ، ولا يخلصن إليك ، فإنك لا تحلين له   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					