[ اختصاص الرسول عليا  بتأدية براءة عنه    ] 
قال ابن إسحاق    : وحدثني حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف  ، عن   [ ص: 546 ]  أبي جعفر محمد بن علي  رضوان الله عليه ، أنه قال : لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كان بعث  أبا بكر الصديق  ليقيم للناس الحج ، قيل له : يا رسول الله لو بعثت بها إلى أبي بكر  ، فقال : لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي ، ثم دعا  علي بن أبي طالب  رضوان الله عليه ، فقال له : اخرج بهذه القصة من صدر براءة ، وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى ، أنه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت  عريان ، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته ، فخرج  علي بن أبي طالب  رضوان الله عليه على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء ، حتى أدرك أبا بكر  بالطريق ، فلما رآه أبو بكر  بالطريق قال : أأمير أم مأمور ؟ فقال : بل مأمور ، ثم مضيا . فأقام أبو بكر  للناس الحج ، والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحج ، التي كانوا عليها في الجاهلية ، حتى إذا كان يوم النحر ، قام  علي بن أبي طالب  رضي الله عنه ، فأذن في الناس بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أيها الناس ، إنه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريانا ، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته ، وأجل الناس أربعة أشهر من يوم أذن فيهم ، ليرجع كل قوم إلى مأمنهم أو بلادهم ، ثم لا عهد لمشرك ولا ذمة إلا أحد كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى مدة ، فهو له إلى مدته . فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ، ولم يطف بالبيت  عريان . ثم قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم   . 
قال ابن إسحاق    : فكان هذا من براءة فيمن كان من أهل الشرك من أهل العهد العام ، وأهل المدة إلى الأجل المسمى . 
				
						
						
