[ إجلاء اليهود  عن خيبر  أيام عمر    ] 
قال ابن إسحاق    : وسألت  ابن شهاب الزهري    : كيف كان إعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود خيبر  نخلهم حين أعطاهم النخل على خرجها ، أبت ذلك لهم حتى قبض ، أم أعطاهم إياها للضرورة من غير ذلك ؟ فأخبرني ابن شهاب    : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح خيبر  عنوة بعد القتال ، وكانت خيبر  مما أفاء الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقسمها بين المسلمين ، ونزل من نزل من أهلها على الجلاء بعد القتال ، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إن شئتم دفعت إليكم هذه الأموال على أن تعملوها ، وتكون ثمارها بيننا وبينكم ، وأقركم ما أقركم الله ، فقبلوا ، فكانوا على ذلك يعملونها 
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث عبد الله بن رواحة  ، فيقسم ثمرها ، ويعدل عليهم في الخرص فلما توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم ، أقرها أبو بكر  رضي الله تعالى عنه ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيديهم ، على المعاملة التي عاملهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي ، ثم أقرها عمر  رضي الله عنه صدرا من إمارته . ثم بلغ عمر  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في وجعه الذي قبضه الله فيه : لا يجتمعن بجزيرة العرب  دينان ، ففحص عمر  ذلك ، حتى بلغه الثبت ، فأرسل إلى يهود ، فقال : إن الله عز وجل قد أذن في جلائكم ، قد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا يجتمعن بجزيرة العرب  دينان : فمن كان عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود  فليأتني به ، أنفذه   [ ص: 357 ] له ومن لم يكن عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود  ، فليتجهز للجلاء ، فأجلى عمر  من لم يكن عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم . 
قال ابن إسحاق    : وحدثني  نافع ، مولى عبد الله بن عمر  ، عن عبد الله بن عمر  قال : خرجت أنا والزبير   والمقداد بن الأسود  إلى أموالنا بخيبر  نتعاهدها ، فلما قدمنا تفرقنا في أموالنا ، قال : فعدي علي تحت الليل ، وأنا نائم على فراشي ، ففدعت يداي من مرفقي ، فلما أصبحت استصرخ علي صاحباي ، فأتياني فسألاني : من صنع هذا بك ؟ فقلت : لا أدري ، قال : فأصلحا من يدي ، ثم قدما بي على عمر  رضي الله عنه ؟ فقال : هذا عمل يهود ، ثم قام في الناس خطيبا فقال : أيها الناس ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر  على أنا نخرجهم إذا شئنا ، وقد عدوا على عبد الله بن عمر  ، ففدعوا يديه ، كما قد بلغكم ، مع عدوهم على الأنصاري  قبله ، لا نشك أنهم أصحابه ، ليس لنا هناك عدو غيرهم ، فمن كان له مال بخيبر  فليلحق به ، فإني مخرج يهود ، فأخرجهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					