باب من فضائل أبي ذر  رضي الله عنه 
 2473 حدثنا  هداب بن خالد الأزدي  حدثنا  سليمان بن المغيرة  أخبرنا  حميد بن هلال  عن عبد الله بن الصامت  قال قال  أبو ذر  خرجنا من قومنا غفار  وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت أنا وأخي أنيس  وأمنا فنزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس  فجاء خالنا فنثا علينا الذي قيل له فقلت أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا جماع لك فيما بعد فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها وتغطى خالنا ثوبه فجعل يبكي فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة  فنافر أنيس  عن صرمتنا وعن مثلها فأتيا الكاهن فخير أنيسا  فأتانا أنيس  بصرمتنا ومثلها معها قال وقد صليت يا ابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين قلت لمن قال لله قلت فأين توجه قال أتوجه حيث يوجهني ربي أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس فقال أنيس  إن لي حاجة بمكة  فاكفني فانطلق أنيس  حتى أتى مكة  فراث علي ثم جاء فقلت ما صنعت قال لقيت رجلا بمكة  على دينك يزعم أن الله أرسله قلت فما يقول الناس قال يقولون شاعر كاهن ساحر وكان أنيس  أحد الشعراء قال أنيس  لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فما يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون قال قلت فاكفني حتى أذهب فأنظر قال فأتيت مكة  فتضعفت رجلا منهم فقلت أين هذا الذي تدعونه الصابئ فأشار إلي فقال الصابئ فمال علي أهل الوادي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي قال فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر قال فأتيت زمزم  فغسلت عني الدماء وشربت من مائها ولقد لبثت يا ابن أخي ثلاثين بين ليلة ويوم ما كان لي طعام إلا ماء زمزم  فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع قال فبينا أهل مكة  في ليلة قمراء إضحيان إذ ضرب على أسمختهم فما يطوف بالبيت  أحد وامرأتين منهم تدعوان إسافا  ونائلة  قال فأتتا علي في طوافهما فقلت أنكحا أحدهما الأخرى قال فما تناهتا عن قولهما قال فأتتا علي فقلت هن مثل الخشبة غير أني لا أكني فانطلقتا تولولان وتقولان لو كان هاهنا أحد من أنفارنا قال فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر  وهما هابطان قال ما لكما قالتا الصابئ بين الكعبة  وأستارها قال ما قال لكما قالتا إنه قال لنا كلمة تملأ الفم  وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استلم الحجر وطاف بالبيت  هو وصاحبه ثم صلى فلما قضى صلاته قال أبو ذر  فكنت أنا أول من حياه بتحية الإسلام قال فقلت السلام عليك يا رسول الله فقال وعليك ورحمة الله ثم قال من أنت قال قلت من غفار  قال فأهوى بيده فوضع أصابعه على جبهته فقلت في نفسي كره أن انتميت إلى غفار  فذهبت آخذ بيده فقدعني صاحبه وكان أعلم به مني ثم رفع رأسه ثم قال متى كنت هاهنا قال قلت قد كنت هاهنا منذ ثلاثين بين ليلة ويوم قال فمن كان يطعمك قال قلت ما كان لي طعام إلا ماء زمزم  فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما أجد على كبدي سخفة جوع قال إنها مباركة إنها طعام طعم فقال أبو بكر  يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر  وانطلقت معهما ففتح أبو بكر  بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف  وكان ذلك أول طعام أكلته بها ثم غبرت ما غبرت ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه قد وجهت لي أرض ذات نخل لا أراها إلا يثرب  فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم فأتيت أنيسا  فقال ما صنعت قلت صنعت أني قد أسلمت وصدقت قال ما بي رغبة عن دينك فإني قد أسلمت وصدقت فأتينا أمنا فقالت ما بي رغبة عن دينكما فإني قد أسلمت وصدقت فاحتملنا حتى أتينا قومنا غفارا  فأسلم نصفهم وكان يؤمهم أيماء بن رحضة الغفاري  وكان سيدهم وقال نصفهم إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة  أسلمنا فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة  فأسلم نصفهم الباقي وجاءت أسلم  فقالوا يا رسول الله إخوتنا نسلم على الذي أسلموا عليه فأسلموا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفار  غفر الله لها وأسلم  سالمها الله حدثنا  إسحق بن إبراهيم الحنظلي  أخبرنا  النضر بن شميل  حدثنا  سليمان بن المغيرة  حدثنا  حميد بن هلال  بهذا الإسناد وزاد بعد قوله قلت فاكفني حتى أذهب فأنظر قال نعم وكن على حذر من أهل مكة  فإنهم قد شنفوا له وتجهموا حدثنا  محمد بن المثنى العنزي  حدثني  ابن أبي عدي  قال أنبأنا  ابن عون  عن  حميد بن هلال  عن عبد الله بن الصامت  قال قال  أبو ذر  يا ابن أخي صليت سنتين قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال قلت فأين كنت توجه قال حيث وجهني الله واقتص الحديث بنحو حديث  سليمان بن المغيرة  وقال في الحديث فتنافرا إلى رجل من الكهان قال فلم يزل أخي أنيس  يمدحه حتى غلبه قال فأخذنا صرمته فضممناها إلى صرمتنا وقال أيضا في حديثه قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت  وصلى ركعتين خلف المقام قال فأتيته فإني لأول الناس حياه بتحية الإسلام قال قلت السلام عليك يا رسول الله قال وعليك السلام من أنت وفي حديثه أيضا فقال منذ كم أنت هاهنا قال قلت منذ خمس عشرة وفيه فقال أبو بكر  أتحفني بضيافته الليلة      	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					