[ ص: 164 ]   ( ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور    ( 10 ) إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير    ( 11 ) فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل    ( 12 ) . 
( ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته    ) بعد بلاء أصابه ، ( ليقولن ذهب السيئات عني    ) زالت الشدائد عني ، ( إنه لفرح فخور    ) أشر بطر ، والفرح : لذة في القلب بنيل المشتهى ، والفخر : هو التطاول على الناس بتعديد المناقب ،  وذلك منهي عنه . 
( إلا الذين صبروا    ) قال الفراء :  هذا استثناء منقطع ، معناه : لكن الذين صبروا ( وعملوا الصالحات    ) فإنهم إن نالتهم شدة صبروا ، وإن نالوا نعمة شكروا ، ( أولئك لهم مغفرة    ) لذنوبهم ، ( وأجر كبير    ) وهو الجنة . 
( فلعلك ) يا محمد ،    ( تارك بعض ما يوحى إليك    ) فلا تبلغه إياهم . وذلك أن كفار مكة لما قالوا : ائت بقرآن غير هذا    ( يونس - 15 ) ليس فيه سب آلهتنا ، هم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدع آلهتهم ظاهرا ، فأنزل الله تعالى : 
( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك    ) يعني : سب الآلهة ، ( وضائق به صدرك    ) أي : فلعلك يضيق صدرك ( أن يقولوا    ) أي : لأن يقولوا ، ( لولا أنزل عليه كنز    ) ينفقه ( أو جاء معه ملك    ) يصدقه ، قاله عبد الله بن أمية المخزومي    . 
قال الله تعالى : ( إنما أنت نذير    ) ليس عليك إلا البلاغ ، ( والله على كل شيء وكيل    ) حافظ . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					