( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين    ( 164 ) أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير   ( 165 ) ) 
( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم     ) قيل : أراد به العرب لأنه ليس حي من أحياء العرب إلا وله فيهم نسب إلا بني ثعلبة  دليله قوله تعالى : ( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم    ) وقال الآخرون : أراد به جميع المؤمنين ومعنى قوله تعالى : ( من أنفسهم ) أي : بالإيمان والشفقة لا بالنسب ودليله قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم    ) ( يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ) وقد كانوا ، ( من قبل ) أي : من قبل بعثه ( لفي ضلال مبين ) 
( أولما ) أي : حين ( أصابتكم مصيبة    ) بأحد ، ( قد أصبتم مثليها    ) يوم بدر  وذلك أن المشركين قتلوا من المسلمين يوم أحد  سبعين وقتل المسلمون منهم ببدر  سبعين وأسروا سبعين ، ( قلتم أنى هذا    ) من أين لنا هذا القتل والهزيمة ونحن مسلمون ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا؟ ( قل هو من عند أنفسكم    ) روى عبيدة السلماني  عن علي  رضي الله عنه قال : جاء جبريل  إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الأسارى ، وقد أمرك أن تخيرهم بين أن يقدموا فتضرب أعناقهم ، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس ، فقالوا : يا رسول الله عشائرنا وإخواننا ، لا بل نأخذ فداءهم فنقوى بها على قتال عدونا ، ويستشهد منا عدتهم [ فقتل منهم يوم أحد ] سبعون عدد أسارى أهل بدر  فهذا معنى قوله تعالى : ( قل هو من عند أنفسكم    ) أي : بأخذكم الفداء واختياركم القتل ، ( إن الله على كل شيء قدير    ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					