[ ص: 597 ]  [ ص: 598 ]  [ ص: 599 ] سورة الناس 
مدنية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( قل أعوذ برب الناس     ( 1 ) ملك الناس    ( 2 ) إله الناس    ( 3 ) من شر الوسواس الخناس    ( 4 ) الذي يوسوس في صدور الناس    ( 5 ) من الجنة والناس    ( 6 ) ) 
( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس    ) يعني الشيطان ، يكون مصدرا واسما . 
قال الزجاج    : يعني : الشيطان ذا الوسواس " الخناس " الرجاع ، وهو الشيطان جاثم على قلب الإنسان ، فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس   . 
وقال قتادة    : الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس   . ويقال : رأسه كرأس الحية واضع رأسه على ثمرة القلب يمنيه ويحدثه ، فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكر رجع فوضع رأسه ، فذلك : ( الذي يوسوس في صدور الناس    ) بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع . ( من الجنة والناس    ) يعني يدخل في الجني كما يدخل في الإنسي ، ويوسوس للجني كما يوسوس للإنسي ، قاله الكلبي    .   [ ص: 600 ] 
وقوله : " في صدور الناس " أراد بالناس : ما ذكر من بعد . وهو الجنة والناس ، فسمى الجن ناسا ، كما سماهم رجالا فقال : " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن " ( الجن - 6 ) . 
وقد ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث جاء قوم من الجن فوقعوا ، فقيل : من أنتم ؟ قالوا : أناس من الجن . وهذا معنى قول الفراء    . 
قال بعضهم : أثبت أن الوسواس للإنسان من الإنسان كالوسوسة للشيطان ، فجعل " الوسواس " من فعل الجنة والناس جميعا ، كما قال : " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن    " ( الأنعام - 112 ) كأنه أمر أن يستعيذ من شر الجن والإنس جميعا . 
أخبرنا إسماعيل [ بن عبد القاهر ،  أخبرنا عبد الغافر ] بن محمد ،  أخبرنا محمد بن عيسى ،  حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ،  حدثنا مسلم بن الحجاج ،  حدثنا قتيبة بن سعيد ،  حدثنا جرير  عن بيان  عن  قيس بن أبي حازم ،  عن عقبة بن عامر ،  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :   " ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط : " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس    "   . 
أخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم الشريحي ،  أخبرنا  أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ،  أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم العدل ،  حدثنا  أبو العباس محمد بن يعقوب ،  حدثنا أبو العباس بن الوليد بن مرثد ،  أخبرني أبي ، حدثنا الأوزاعي ،  حدثني  يحيى بن أبي كثير ،  حدثني  محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ،  عن عقبة بن عامر الجهني  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له :   " ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ المتعوذون " ؟ قلت : بلى ، قال : " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس "   . 
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني  أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي  أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ،  أخبرنا أبو عيسى الترمذي ،  حدثنا قتيبة ،  حدثنا المفضل بن فضالة  عن عقيل ،  عن الزهري ،  عن عروة ،  عن عائشة  قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما ، فقرأ فيهما : " قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده . يفعل ذلك ثلاث مرات   .   [ ص: 601 ] 
أخبرنا أبو الحسن السرخسي ،  أخبرنا زاهر بن أحمد ،  أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ،  أخبرنا أبو مصعب  عن مالك ،  عن ابن شهاب ،  عن عروة بن الزبير ،  عن عائشة  رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتهما   . 
أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي  وأبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي  قالا حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري ،  أخبرنا محمد بن أحمد بن معقل الميداني ،  أخبرنا محمد بن يحيى ،  حدثنا عبد الرزاق ،  أخبرنا معمر ،  عن الزهري ،  عن سالم ،  عن ابن عمر  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار "   . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف ،  حدثنا  محمد بن إسماعيل ،  حدثنا إبراهيم بن حمزة ،  حدثني ابن أبي حازم  عن يزيد - يعني - ابن الهاد ،  عن محمد بن إبراهيم  عن  أبي سلمة بن عبد الرحمن  عن  أبي هريرة  أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول :   " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به " . تم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					