( ما أغنى عنه ماله وما كسب     ( 2 ) سيصلى نارا ذات لهب    ( 3 ) وامرأته حمالة الحطب    ( 4 ) ) 
( ما أغنى عنه ماله وما كسب    ) قال ابن مسعود    : لما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرباءه إلى الله - عز وجل - قال أبو لهب    : إن كان ما يقول ابن أخي حقا فإني أفتدي نفسي ومالي وولدي ، فأنزل الله تعالى : 
( ما أغنى عنه ماله    ) أي ما يغني ، وقيل : أي شيء يغني عنه ماله ، أي : ما يدفع عنه عذاب الله ما جمع من المال ، وكان صاحب مواش ( وما كسب ) قيل : يعني ولده ، لأن ولد الإنسان من كسبه كما جاء في الحديث : " أطيب ما يأكل أحدكم من كسبه ، وإن ولده من كسبه   " . ثم أوعده بالنار فقال : ( سيصلى نارا ذات لهب    ) أي نارا تلتهب عليه . ( وامرأته ) أم جميل بنت حرب بن أمية  أخت أبي سفيان    ( حمالة الحطب    ) قال ابن زيد  والضحاك    : كانت تحمل الشوك والعضاة فتطرحه في طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأصحابه لتعقرهم ، وهي رواية عطية  عن ابن عباس    . 
وقال قتادة ،  ومجاهد ،   والسدي    : كانت تمشي بالنميمة وتنقل الحديث فتلقي العداوة بين الناس ،   [ ص: 583 ] وتوقد نارها كما توقد النار [ بالحطب ] . يقال : فلان يحطب على فلان ، إذا كان يغري به   . 
وقال سعيد بن جبير    : حمالة الخطايا ، دليله : قوله : " وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم "   ( الأنعام - 31 ) . 
قرأ عاصم    " حمالة " بالنصب على الذم ، كقوله : " ملعونين " . 
وقرأ . الآخرون بالرفع ، وله وجهان : أحدهما سيصلى نارا هو وامرأته حمالة الحطب . والثاني : وامرأته حمالة الحطب في النار أيضا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					