[ ص: 560 ]   ( إن شانئك هو الأبتر     ( 3 ) ) 
قوله تعالى : ( إن شانئك    ) عدوك ومبغضك ( هو الأبتر    ) هو الأقل الأذل المنقطع دابره . 
نزلت في العاص بن وائل السهمي ;  وذلك أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرج من [ باب ] المسجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش  جلوس في المساجد فلما دخل العاص  قالوا له : من الذي كنت تتحدث معه ؟ قال : ذلك الأبتر يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكان قد توفي ابن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خديجة  رضي الله عنها . 
وذكر محمد بن إسحاق  عن يزيد بن رومان  قال : كان العاص بن وائل  إذا ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له فإذا هلك انقطع ذكره ، فأنزل الله تعالى هذه السورة   . 
وقال عكرمة  عن ابن عباس    : نزلت في كعب بن الأشرف  وجماعة من قريش ،  وذلك أنه لما قدم كعب مكة  قالت له قريش    : نحن أهل السقاية والسدانة وأنت سيد أهل المدينة ،  فنحن خير أم هذا [ الصنبور ] المنبتر من قومه ؟ فقال : بل أنتم خير منه ، فنزلت : " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت " ( النساء - 51 ) . الآية ، ونزل في الذين قالوا إنه أبتر : " إن شانئك هو الأبتر " أي المنقطع من كل خير   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					