( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد     ( 18 ) وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد    ( 19 ) ) 
( ما يلفظ من قول    ) ما يتكلم من كلام فيلفظه أي : يرميه من فيه ( إلا لديه رقيب    ) حافظ ( عتيد ) حاضر أينما كان . قال الحسن    : إن الملائكة يجتنبون الإنسان على حالين : عند غائطه وعند جماعه . 
وقال مجاهد    : يكتبان عليه حتى أنينه في مرضه . وقال عكرمة    : لا يكتبان إلا ما يؤجر عليه أو يؤزر فيه . 
وقال الضحاك    : مجلسهما تحت الضرس على الحنك ، ومثله عن الحسن  ، وكان الحسن  يعجبه أن ينظف عنفقته . 
أخبرنا أبو سعيد الشريحي  ، أخبرنا  أبو إسحاق الثعلبي  ، أخبرنا الحسين بن محمد الدينوري  ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ،  حدثنا الفضل بن العباس بن مهران  ، حدثنا طالوت ،  حدثنا حماد بن سلمة ،  أخبرنا جعفر بن الزبير  عن  القاسم بن محمد  عن أبي أمامة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كاتب الحسنات على يمين الرجل ، وكاتب السيئات على يسار الرجل ، وكاتب الحسنات أمير على كاتب السيئات ، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا؛ وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر "   . 
( وجاءت سكرة الموت    ) غمرته وشدته التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله ( بالحق ) أي بحقيقة الموت ، وقيل : بالحق من أمر الآخرة حتى يتبينه الإنسان ويراه بالعيان . وقيل : بما يئول   [ ص: 360 ] إليه أمر الإنسان من السعادة والشقاوة . ويقال لمن جاءته سكرة الموت : ( ذلك ما كنت منه تحيد    ) تميل ، قال الحسن    : تهرب وقال ابن عباس    : تكره ، وأصل الحيد الميل ، يقال : حدت عن الشيء أحيد حيدا ومحيدا : إذا ملت عنه . 
				
						
						
