( ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم    ( 16 ) والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم     ( 17 ) فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم    ( 18 ) ) 
( ومنهم ) يعني من هؤلاء الكفار ( من يستمع إليك    ) وهم المنافقون ، يستمعون قولك فلا يعونه ولا يفهمونه ، تهاونا به وتغافلا ( حتى إذا خرجوا من عندك    ) يعني فإذا خرجوا من عندك ( قالوا للذين أوتوا العلم    ) من الصحابة : ( ماذا قال    ) محمد    ( آنفا ) ؟ يعني الآن ، هو من الائتناف ويقال : ائتنفت الأمر أي ابتدأته وأنف الشيء أوله . 
قال مقاتل    : وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب ويعيب المنافقين ، فإذا خرجوا من المسجد سألوا  عبد الله بن مسعود  استهزاء : ماذا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ 
قال ابن عباس    : وقد سئلت فيمن سئل . 
( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم    ) فلم يؤمنوا ( واتبعوا أهواءهم    ) في الكفر والنفاق . 
( والذين اهتدوا    ) يعني المؤمنين ( زادهم ) ما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - ( هدى وآتاهم تقواهم    ) وفقهم للعمل بما أمرهم به ، وهو التقوى ، قال سعيد بن جبير    : وآتاهم ثواب تقواهم . ( فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة    )   [ ص: 284 ] 
أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي  ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت  ، حدثنا أبو إسحاق الهاشمي  ، حدثنا الحسين بن الحسن  ، حدثنا ابن المبارك  ، أخبرنا  معمر بن راشد  ، عمن سمع المقبري  يحدث عن  أبي هريرة  ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :   " ما ينتظر أحدكم من الدنيا إلا غنى مطغيا ، أو فقرا منسيا ، أو مرضا مفسدا ، أو هرما مفندا ، أو موتا مجهزا ، أو الدجال فالدجال شر غائب ينتظر ، أو الساعة والساعة أدهى وأمر " . 
قوله - عز وجل - : ( فقد جاء أشراطها     ) أي أماراتها وعلاماتها ، واحدها : شرط ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - من أشراط الساعة . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، حدثنا  محمد بن إسماعيل  ، حدثنا  أحمد بن المقدام  ، حدثنا فضل بن سليمان  ، حدثنا أبو حازم  ، حدثنا سهل بن سعد  قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بأصبعيه هكذا ، بالوسطى والتي تلي الإبهام : " بعثت أنا والساعة كهاتين " . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، حدثنا  محمد بن إسماعيل  ، حدثنا حفص بن عمر الحوضي  ، حدثنا هشام  ، عن قتادة  ، عن أنس  قال : لأحدثنكم بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحدثنكم به أحد غيري ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :   " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل  ، ويكثر الزنا  ، ويكثر شرب الخمر  ، ويقل الرجال ويكثر النساء  ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد " . 
أخبرنا عبد الواحد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، حدثنا  محمد بن إسماعيل  ، حدثنا محمد بن سنان  ، حدثنا فليح  ، حدثني هلال بن علي  ، عن  عطاء بن يسار  ، عن  أبي هريرة    - رضي الله عنه - قال : بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس يحدث القوم إذ جاءه أعرابي فقال : متى الساعة ؟ فمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث ، فقال بعض القوم : سمع ما قال فكره ما قال . وقال بعضهم : بل لم يسمع ، حتى إذا قضى حديثه ، قال : " أين السائل عن الساعة ؟ " قال : ها أنا يا رسول   [ ص: 285 ] الله ، قال : " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " . قال : كيف إضاعتها ؟ قال : " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " . 
قوله - عز وجل - : ( فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم    ) فمن أين لهم التذكر والاتعاظ والتوبة إذا جاءتهم الساعة ؟ نظيره : " يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى " ( الفجر - 2323 ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					