[ ص: 123 ]   ( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون     ( 43 ) قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون    ( 44 ) وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون    ( 45 ) قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون    ( 46 ) ) 
( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل    ) يا محمد  ، ) ( أولو كانوا ) وإن كانوا يعني الآلهة ، ( لا يملكون شيئا    ) من الشفاعة ، ) ( ولا يعقلون ) أنكم تعبدونهم . وجواب هذا محذوف تقديره : وإن كانوا بهذه الصفة تتخذونهم . 
( قل لله الشفاعة جميعا    ) قال مجاهد    : لا يشفع أحد إلا بإذنه ، ( له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون .    ) . ( وإذا ذكر الله وحده اشمأزت    ) نفرت ، وقال ابن عباس  ومجاهد  ومقاتل    : انقبضت عن التوحيد . وقال قتادة    : استكبرت . وأصل الاشمئزاز النفور والاستكبار ، ( قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة    ) . 
( وإذا ذكر الذين من دونه    ) يعني : الأصنام ( إذا هم يستبشرون    ) يفرحون . قال مجاهد  ومقاتل    : وذلك حين قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - سورة : " والنجم " فألقى الشيطان في أمنيته : تلك الغرانيق العلى ، ففرح به الكفار . 
( قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون    ) ، أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ،  أخبرنا أبو نعيم الإسفراييني  ، أخبرنا أبو عوانة  ، حدثنا السلمي  ، حدثنا النضر بن محمد  ، حدثنا  عكرمة بن عمار  ، أخبرنا  يحيى بن أبي كثير  ، حدثنا أبو سلمة  قال : سألت عائشة  رضي الله عنها بم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفتتح الصلاة من الليل ؟ قالت : كان يقول : " اللهم رب جبريل  وميكائيل  وإسرافيل  ، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم "   . 
				
						
						
