]   [ ص: 100 ]   ) ( قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار     ( 61 ) وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار    ( 62 ) أأتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار    ( 63 ) إن ذلك لحق تخاصم أهل النار    ( 64 ) قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار    ( 65 ) ) 
( قالوا ) يعني : الأتباع ( ربنا من قدم لنا هذا    ) أي : شرعه وسنه لنا ، ( فزده عذابا ضعفا في النار    ) أي : ضعف عليه العذاب في النار . قال ابن مسعود    : يعني حيات وأفاعي . 
) ( وقالوا ) يعني صناديد قريش  وهم في النار ، ( ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم    ) في الدنيا ، ( من الأشرار    ) يعنون فقراء المؤمنين : عمارا  ، وخبابا ،  وصهيبا  ، وبلالا  وسلمان  رضي الله عنهم . ثم ذكروا أنهم كانوا يسخرون من هؤلاء ، فقالوا : 
) ( أتخذناهم سخريا ) قرأ أهل البصرة ، وحمزة  ،  والكسائي    : " من الأشرار اتخذناهم " وصل ، ويكسرون الألف عند الابتداء ، وقرأ الآخرون بقطع الألف وفتحها على الاستفهام . 
قال أهل المعاني : القراءة الأولى أولى ; لأنهم علموا أنهم اتخذوهم سخريا فلا يستقيم الاستفهام ، وتكون " أم " على هذه القراءة بمعنى " بل " ومن فتح الألف قال : هو على اللفظ لا على المعنى ليعادل " أم " في قوله ( أم زاغت عنهم الأبصار    ) قال الفراء    : هذا من الاستفهام الذي معناه التوبيخ والتعجب " أم زاغت " أي مالت " عنهم الأبصار " . ومجاز الآية : ما لنا لا نرى هؤلاء الذين اتخذناهم سخريا لم يدخلوا معنا النار أم دخلوها فزاغت عنهم أبصارنا ، فلم نرهم حين دخلوها . 
وقيل : أم هم في النار ولكن احتجبوا عن أبصارنا 
وقال ابن كيسان : أم كانوا خيرا منا ولكن نحن لا نعلم ، فكانت أبصارنا تزيغ عنهم في الدنيا فلا نعدهم شيئا . ) ( إن ذلك ) الذي ذكرت ) ( لحق ) ثم بين فقال : ( تخاصم أهل النار    ) أي : تخاصم أهل النار في النار لحق . 
) ( قل ) يا محمد  لمشركي مكة  ، ( إنما أنا منذر    ) مخوف ( وما من إله إلا الله الواحد القهار    ) . 
				
						
						
