( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا     ( 58 ) يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما    ( 59 ) ) 
( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا    ) من غير أن علموا ما أوجب أذاهم ، وقال مجاهد    : يقعون فيهم ويرمونهم بغير جرم ( فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا    ) 
وقال مقاتل    : نزلت في  علي بن أبي طالب  وذلك أن ناسا من المنافقين كانوا يؤذونه ويشتمونه . 
وقيل : نزلت في شأن عائشة    . 
وقال الضحاك  ، والكلبي    : نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة  يتبعون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن ، فيغمزون المرأة ، فإن سكتت اتبعوها ، وإن زجرتهم انتهوا عنها ، ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء ، ولكن كانوا لا يعرفون الحرة من الأمة لأن زي الكل كان واحدا ، يخرجن في درع وخمار ، الحرة والأمة ، فشكون ذلك إلى أزواجهن ، فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات    ) الآية . ثم نهى الحرائر أن يتشبهن بالإماء فقال جل ذكره : ( ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن     ) جمع الجلباب ، وهو الملاءة التي تشتمل بها المرأة فوق الدرع والخمار . 
وقال ابن عباس  وأبو عبيدة    : أمر نساء المؤمنين أن يغطين رؤسهن ووجوههن بالجلابيب إلا عينا واحدة ليعلم أنهن حرائر   .   [ ص: 377 ] 
( ذلك أدنى أن يعرفن    ) أنهن حرائر ( فلا يؤذين    ) فلا يتعرض لهن ( وكان الله غفورا رحيما    ) قال أنس    : مرت  بعمر بن الخطاب  جارية متقنعة فعلاها بالدرة ، وقال يالكاع أتتشبهين بالحرائر ، ألقي القناع   . 
				
						
						
