( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن  إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون    ( 46 ) ) 
قوله تعالى : ( ولا تجادلوا أهل الكتاب    ) لا تخاصموهم ( إلا بالتي هي أحسن    ) أي : بالقرآن والدعاء إلى الله بآياته والتنبيه على حججه وأراد من قبل الجزية منهم ( إلا الذين ظلموا منهم    ) أي : أبوا أن يعطوا الجزية ونصبوا الحرب ، فجادلوهم بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية ،   [ ص: 248 ] ومجاز الآية : إلا الذين ظلموكم ، لأن جميعهم ظالم بالكفر . وقال سعيد بن جبير    : هم أهل الحرب ومن لا عهد له . قال قتادة  ومقاتل    : صارت منسوخة بقوله : " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله    " ( التوبة - 29 ( وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم    ) يريد إذا أخبركم واحد منهم من قبل الجزية بشيء مما في كتبهم فلا تجادلوهم عليه ، ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، وقولوا : آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم . 
( وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون    ) أخبرنا عبد الواحد المليحي ،  أخبرنا محمد بن عبد الله النعيمي ،  أخبرنا محمد بن يوسف ،  أخبرنا  محمد بن إسماعيل ،  أخبرنا  محمد بن بشار ،  أخبرنا عثمان بن عمر ،  أخبرنا علي بن المبارك ،  عن  يحيى بن أبي كثير ،  عن أبي سلمة  عن  أبي هريرة  قال : كان أهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم  ، وقولوا : آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم "   . أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ،  أخبرنا عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز ،  أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ،  أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ،  أخبرنا عبد الرازق ،  أخبرنا معمر  عن الزهري ،  أخبرنا ابن أبي نملة الأنصاري  أن أباه أبا نملة الأنصاري  أخبره : أنه بينا هو جالس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل من اليهود ومر بجنازة ، فقال : يا محمد  هل تتكلم هذه الجنازة ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الله أعلم " ، فقال اليهودي : إنها تتكلم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله ، فإن كان باطلا لم تصدقوه وإن كان حقا لم تكذبوه " . 
				
						
						
